للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مزدهرة يسودها النظام. وفي ١٧٨٣. تكونت سراً جماعات من "الرماة الأحرار" في أمستردام ولاهاي للإعداد للثورة. وفي ١٧٨٧ استولى "الوطنيون" على السلطة، ولكن وليم الخامس أعيد إلى عرشه بفضل تدخل بروسيا المسلح. ثم نفخت الثورة الفرنسية الحماسة من جديد في أفئدة الوطنيين، فدعوا فرنسا لتخف لنجدتهم. وعليه ففي ١٧٩٤ غزت الجيوش الفرنسية هولندة، وبطشت بالجيش الهولندي، وفر وليم الخامس إلى إنجلترة، وانضم أنصار الثورة الهولنديون إلى الفرنسيين في تنظيم الجمهورية البتافية (١٧٩٥ - ١٨٠٦). وفي ١٨١٥ أعاد ابن وليم الخامس بيت أورنج-نيساو إلى السلطة باسم الملك وليم الأول، وأسلاله يتربعون على عرش هولندة اليوم (١٩٦٧).

[٣ - الدنمركيون]

١٧١٥ - ١٧٩٧

بلغ عدد سكان الدنمرك حسب أول تعداد رسمي للبلاد (١٧٦٩) ٨٢٥. ٠٠٠ نسمة، يضاف إليهم ٧٢٧. ٦٠٠ في النرويج التي ظلت خاضعة للملوك الدنمراكيين حتى ١٨١٤. وكان كل الفلاحين تقريباً في النرويج يملكون أراضيهم، وفيهم كبرياء ككبرياء الفيكنج. أما الدنمرك فكان نصف فلاحيها أقناناً، والنصف الآخر خاضعين للرسوم الإقطاعية. وجهد الملوك لكبح جماح هذا الإقطاع، ولكنهم كانوا معتمدين مالياً على الإشراف، واستمرت القنية حتى ١٧٨٧. في هذا النظام لم تلق التجارة ولا الصناعة تشجيعاً يذكر، ولم تنم طبقة وسطى ذات شأن؛ وأفاد فتح قناة كيل (١٧٨٣) الإنجليز والهولنديين أكثر مما أفاد الدنمركيين. وفي ١٧٩٢ كانت الدنمرك أول دولة أوربية تلغي النخاسة في ممتلكاتها.

وكما سيطر النبلاء على الدولة كذلك سيطرت الكنيسة على المنابر والطباعة، وأملت أن تسيطر على العقول أيضاً. فحرمت الرقابة الصارمة التي امتدت من ١٥٣٧ إلى ١٨٤٩ كل ما يطبع أو يقال مما لا يتفق والتعاليم اللوثرية القويمة؛ وصودر الكثير من الكتب غير اللاهوتية، كقصة جومة "آلام فرتر" لأنها خطر يهدد الأخلاق العامة. وزاد من القيود المعطلة لنمو الأدب استعمال الألمانية في البلاط، واللاتينية في الجامعات، والفرنسية في الآداب