والمؤلفون إلى الجزيرة-جيمنياني، وموتسارت، وهايدن، ويوهان كرستيان باخ؛ ومكث فيها باخ ولم يرحل عنها.
وفتر الميل إلى الأوبرا الجادة في إنجلترا بعد أن أتخمها هندل. ثم عاد شيء من التحمس لها حين استهل جوفاني مانتزولي موسم ١٧٦٤ بأوبرا "اتسيو"، وقد وصف بيرني صوته بأنه "أقوى وأضخم سوبرانو سمع على مسرحنا منذ فارينللي"(٣) وكان هذا على ما يبدو آخر انتصار للأوبرا الإيطالية في إنجلترا في ذلك القرن. فلما احترقت دار الأوبرا الإيطالية في لندن (١٧٨٩) اغتبط هوراس ولبول وتمنى ألا يعاد بناؤها أبداً (٤).
وإذا كان العهد قد خلا من المؤلفين الموسيقيين الجديرين بالذكر فإنه أنجب مؤرخين موسيقيين بارزين صدرت أعمالهم في ذات السنة (١٧٧٦)"سنة العجائب" التي ظهر فيها كتاب "اضمحلال وسقوط الدولة الرومانية" و "ثروة الأمم"، فضلاً عن الإعلان الأمريكي للاستقلال. فكتاب السر جون هو كنز ذو الأجزاء الخمسة "التاريخ العام لعلم الموسيقى وممارسته" عمل ينبئ عن دراسة مدققة، ومع أنه هو نفسه لم يكن موسيقياً (إذ كان محامياً ثم قاضياً) فإن معاييره ثبتت وسط تقلبات الرأي الناقد. أما المؤرخ الثاني "تشارلز بيرني" فكان عازف أرغن في كاتدرئية القديس بولس وأكثر معلمي الموسيقى زبائن في إنجلترا. وقد أكسبته طلعته الوسيمة وشخصيته المحبوبة فضلاً عن ثقافته المتعددة صداقة جونسون وجاريك وبيرك وشريدان وجبون ورينولدز-الذي رسم له لوحة جذابة دون أن يتقاضى عنها أجراً (٥). وقد جاب أرجاء فرنسا وألمانيا والنمسا وإيطاليا ليجمع المواد لكتابه "التاريخ العام للموسيقى"، وتكلم كلام خبير على المؤلفين الموسيقيين الذين كانوا يومها على قيد الحياة. وحوالي ١٧٨٠ قال أن "شيوخ الموسيقيين يشكون من غلو شبابهم، وشبابهم يشكو من جفاف الشيوخ وخشونتهم"(٦).
[٢ - المعماريون]
اشتبك البناءون الإنجليز الآن في منافسة ساخنة بين الإحياء القوطي والإحياء