لابلاس لنابليون - لم يكن رغم كل شيء لازماً (أو لابد من وجوده كضرورة) واعتقد نابليون أن هذا الافتراض غير واضح أو أنه غائم أو غامض بعض الشيء، بل أن لابلاس نفسه أتى عليه حين بدأ فيه يتشكك فيما كان هو نفسه قد قال به في وقت من الأوقات (تراجع عن رأيه). وكان يتوقف بين الحين والحين عن بحوثه عن النظام الشمسي والنجمي ليكتب نظرية تحليلية عن الاحتمالات " Theorie analytique des probabilities" (١٨١٢ - ١٨٢٠) . وفي نهاية عمره ذكر زملاءه العلماء:
"أن ما نعرفه قليل وأن ما لا نعرفه هائل".
" That which we know is a little thing; that which we do not know is immense."
[٢ - الطب]
ويمكن للأطباء أن يتحدثوا أيضاً عن نابليون برضاً تام. وهو لم يتخلّ أبداً عن أمله في إقناع طبيبه أن العقاقير (الأدوية) ضررها أكثر من نفعها وأنهم سيعذبون يوم القيامة لأن أعداد من تسببوا في قتلهم تفوق أعداد من راحوا ضحية حروب الجنرالات. وكان الدكتور كورفيزار Corvisart الذي أحب نابليون يسمع مزاحه صابرا، وقد انتقم الدكتور أنتومارشي Antommarchi من سخرية نابليون بأن راح يعطيه حقنه شرجية إثر أخرى، وكان نابليون حال تلقيه هذه الحقن الشرجية قد اقترب من الموت، وكان الدكتور الآنف ذكره يعتقد أنه يستحق (يستاهل) هذه الحقن. ويتضح مدى تقدير نابليون لعمل الأطباء المخلصين الأكفاء من أنه أوصى بمائة ألف فرنك للجرّاح الدومينيكاني "الفاضل" لرّي Larrey) ١٧٦٦ - ١٨٢٤) الذي صحب الجيش الفرنسي إلى مصر وروسيا وواترلو والذي كان يسارع لتقديم المساعدة السريعة للجرحى، وأنجز مائتي عملية بتر في يوم واحد في بورودينو Borodino وترك لنا أربعة مجلدات عن العمليات الجراحية أثناء الحروب والمعارك Memoires de chirurgie militaire et Campagnes (١٨١٢ - ١٨١٧) .
ولم يخطئ نابليون عندما اختار جان - نيكولا كورفيزار كطبيب خاص له. فقد كان أستاذا للطب التطبيقي في الكوليج دي فرانس College de France حريصاً عند التشخيص حذراً عند وصف الدواء. لقد كان هو أول طبيب فرنسي يفحص مرضاه بدق الأصابع