(١٦٩٩). ولكنه حين رقد رقدته الأخيرة (٨ مارس ١٧٠٢) وقد أنهك الربو والسل جسمه، كان يمكن أن يتعزى عن هزائمه في الداخل حين يدرك كل الإدراك أنه هيأ لإنجلترا مشاركة أكيدة في "الحلف الأعظم"(١٧٠١) الذي استطاع بعد اثني عشر عاماً من الصراع، أن يخضع ويذل الملك البوربوني العظيم، وينقذ استقلال أوربا البروتستانتين، ويطلق يد إنجلترا في بسط نفوذها على العالم.
(١) أن قأقأة الأوز المقدس المنزعج في الكابيتول أيقظت الحامية الرومانية لتصد غارة ليلية قام بها الكلت في ٣٩٠ق. م (٣٤).
[٤ - إنجلترا في عهد الملكة آن]
١٧٠٢ - ١٧١٤
بعد وفاة الملكة ماري ١٦٩٥ أصبحت أختها آن وريثة العرض. ومنذ نشأت آن وسط الخطر والشغب، أصبحت بنتاً مخلوعة الفؤاد، قويمة الخلق، بسيطة التفكير، قوية الشعور، تلتمس العزاء والسلوى والجرأة في صداقة خاصة متواضعة مع رفيقة صباها سارة جننجز الضاحكة الوفية الشكاكة الواثقة من نفسها المفعمة بالحياة والنشاط. وفي ١٦٧٨ تزوجت سارة التي كانت تكبر آن بخمس سنين من جون تشرشل، وفي ١٦٨٣ تزوجت آن من الأمير جورج الدنماركي. وحالف التوفيق الزيجتين كلتيهما. ولكنهما لم تمسا العلاقة الوثيقة بين المرأتين. وتخلت آن عن كل الشكليات والرسميات فأطلقت مازحة على سارة (التي كانت آنذاك وصيفة مخدعها)"مسز فريمان" وأصرت على ألا تناديها سارة "بالأميرة" بل "مسز مورلي" ولما تخلى الزوجان عن الملك جيمس وانحازا إلى وليم، كان أمام آن أن تختار بين أمرين أحلاهما مر: بين الوالد والزوج، ولكن حبها لزوجها ولصديقتها أوجب عليها السفر إلى نوتنجهام (٢٨ نوفمبر ١٦٨٨). وفي ١٩ ديسمبر عادت هي وسارة إلى لندن والى ملك أجنبي غريب عنهما.
لم تأخذ آن قط نفسها بحب وليم، ولشد ما أحست بالامتهان والأذى والألم، حين منح أحد أصدقائه ضيعة أبيها التي كان لها نصيب فيها. وكانت في ١٦٩١ تتطلع إلى عودة أبيها إلى عرشه. واشتبه وليم، بحق، في أن