تشرشل (إرل مالبرو آنذاك) وزوجته سارة تحيكان له الدسائس مع الملك المخلوع. وأمرت الملكة ماري أختها آن بطرد سارة من بطانتها. ولكن الأميرة رفضت. وفي صباح اليوم التالي (يناير ١٦٩٢) عزل مالبرو من مناصبه الرسمية، وأبعد هو وسارة عن الحاشية، وبدلاً من أن تفترق الأميرة عن صديقتها، تحدت الملك والملكة (وليم وماري) وغادرت قصر هويتهول لتعيش مع سارة في "سيون هاوس". وفي ٤ مايو أودع مالبرو سجن لندن. وكثيراً ما كانت سارة تزوره هناك. وعرضت أن تنهي صداقتها للأميرة آن لتهدئ من غضب الملكة. ولهذا كتبت آن لسارة تقول:
"في آخر مرة كان هنا وورستر، أبلغته أنك عرضت علي عدة مرات أن تبتعدي عني … وإني لأتوسل إليك، من أجل يسوع المسيح، ألا تعودي إلى مثل هذا الحديث ثانية. وأني لأؤكد لك أنك أن أقدمت على مثل هذه الجفوة القاسية، فأني لن أنعم بلحظة من الهدوء والراحة بعد ذلك. فإن فعلت دون موافقتي، (ولو قدر لي أن أوافق لما كان لي أن أرى وجه الله قط) فلسوف أعتزل الحياة، ولا أرى العالم بعد ذلك، وأعيش حيث ينساني البشر جميعاً (٥٠) ".
ولما لم يقم أي دليل حاسم على اشتراك مالبرو في أية مؤامرة لإعادة جيمس إلى العرش، ولما كان وليم في أمّس الحاجة إلى قادة مهرة. فإنه أخلى سبيله وأعاده إلى سابق مكانته ونفوذه.
ولما أصبحت آن ملكة، وكانت آنذاك في سن الثامنة والثلاثين بدل وغير إيثارها الخلق الكريم والأمانة والإخلاص والعزلة، من طبيعة البلاط الإنجليزي، فلم يجد المولعون بالقصف والصخب واللهو والفجور إليه منفذاً. وآووا ساخطين ناقمين إلى المقاهي والمواخير. وحل رجل الأخلاق أديسون محل روشستر المستهتر الخليع. وكتب ستيل "البطل المسيحي". وكان لتجنب الملكة آن التردد على المسرح ولنموذج حياتها، بعض الأثر في تحسين أسلوب المسرح الإنجليزي. وعبرت الملكة عن ورعها