لم يكن لورندسو نفسه من أفراد تلك القلة التي بلغت في تلك القرون سن الشيخوخة، وقد كان كأبيه يعاني آلام الرِّثية والنقرس مع اضطراب في المعدة كثيراً ما كان يسبب له آلاماً مبرحة توهنه وتهد قواه. وقد جرب كثيراً من وسائل العلاج، فلم يجد خيراً مما كان يتيحه الاستحمام بالمياه المعدنية من تخفيف لآلامه لم يكن يلبث أن يزول؛ ولقد أدرك قبل وفاته بوقت ما أنه هو الذي كان يبشر بإنجيل المرح والبهجة لن يطول به العمر. وتوفيت زوجته في عام ١٤٨٨ وحزن على فقدها حزناً صادقاً وشعر بما فقده من معونتها وإن لم يكن في أثناء حياتها وقيالها. وكانت قد ولدت له أبناء كثيرين بقي منهم سبعة بعد وفاتها. وكان يعنى على الدوام بالإشراف على تعليمهم وتربيتهم، وبذل ما في وسعه في السنين الأخيرة من حياته كي يهديهم إلى زيجات تعود بالسعادة على فلورنس وعليهم هم أيضاً. فخطب لبيرو أكبر أولاده فتاة أورسينية ليكسب بذلك أصدقاء له في روما، وتزوج جوليانو أصغرهم إحدى أخوات دوق سافوي، وخلع عليه فرانسس الأول لقب دوق نمور Nemours، وأعانه ذلك على أن ينشئ جسراً بين الكنيسة، وقبل الشاب هذا قبولاً حسناً، وسر الناس جميعاً بجمال طبعه، بأن يخرج على كل السوابق فيرسمه كردنالا وهو في سن الرابعة عشرة، وخضع البابا لرأيه لنفس الأسباب التي خضعت من أجلها معظم الزيجات الملكية وهي ربط حكومة بأخرى برباط الود الناشئ من صلات الدم.