عليه غرامة يستحيل دفعها، ٥٠٠٠ جنيه (٢٥٠. ٠٠٠ دولار؟)، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة. ووضع في المشهرة وقطعت أذناه كلتاهما (٣٢)، ومن سجنه أصدر (١٦٣٦)"أنباء من أبزوك" اتهم فيه الأساقفة الأنجليكانيين بأنهم خونة شيطانيون، وذئاب ضارية، وأوصى بشنقهم. فعذب في المشهرة من جديد، واستؤصلت بقايا أذنيه، وبقى في السجن حتى أفرج عنه البرلمان الطويل ١٦٤٠.
وفي ١٦٤٢ أصدر البرلمان أمراً بإغلاق كل مسارح إنجلترا. وكان هذا في أول الأمر، فن تدابير حرب، بدا أنها محدودة بهذه الأوقات الفاجعة. ولكنها استمرت حتى ١٦٥٦. وآذنت بزوال الحياة الطويلة للمسرحية الإليزابثية، وسط مسرحية أكبر لم يشهد لها المسرح الإنجليزي مثالاً قط.
[٤ - النثر في عهد شارل الأول]
كان هناك في إنجلترا، رجلان على الأقل، يستطيعان أن يطلا على المشهد المضطرب في مقدرة وهدوء. وكان جون سلدن Selden واسع الإطلاع والعلم حتى قال عنه الناس: لا يعلم أحد أي شيء لا يحيط به سلدن علماً. إنه كرجل مهتم بالآثار والتاريخ القديم، جمع بيانات عن الدولة في إنجلترا قبل عهد النورمنديين، وسجلا موثوقاً عن "ألقاب الشرف"(١٦١٧)، وبوصفه مستشرقاً، ذاع صيته في كل أوربا، بدراسته في الشرك وتعدد الآلهة، وبوصفه من رجال القانون شرح قانون الأحبار وكتب "تاريخ العشور" ودحض فكرة أنها فرضت من عند الله، وبوصفه عضواً في البرلمان أسهم في اتهام بكنجهام ولود وفي صياغة "ملتمس الحقوق". وأودع السجن مرتين، وشهد "اجتماع وستمنستر" كمندوب علماني عادي "يشهد اقتتال الحمير المتوحشة" ودعا إلى الاعتدال في المنازعات الدينية. وبعد وفاته أصبح كتابه، "حديث المائدة" الذي سجله سكرتيره، من الآثار الأدبية الإنجليزية، نقتطف هنا نموذجاً منه:
إنه لمن العبث أن نتحدث عن هرطيق، لأن الإنسان لا يعتد
إلا بما يراه أو يفكر فيه هو نفسه. وفي العصور البدائية كان ثمة