للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المدعي مذكرة من ألف صحيفة، وبالاقتباس من الكتب المقدسة ومن كتابات آباء الكنيسة بل حتى من كتابات الفلاسفة الوثنيين، أثبت أن المسرحية من عمل الشيطان، فإنها بدأت كصيغة أو شكل لعبادته. إن معظم الروايات ممتلئة بالتجديف والدعارة والفحش، زاخرة بعناق العشاق، والإيماءات الخليعة، والموسيقى والأغاني والرقص الذي يثير الشهوة، وإن كل أنواع الرقص من عمل شيطاني، وكل خطوة فيه إن هي إلا خطوة إلى الجحيم، وإن كل الممثلين مجرمون فجرة كفرة". "إن كنيسة الله، لا المسرح، هي المدرسة الوحيدة الصالحة، والكتاب المقدس والعظات والكتب الدينية المخلصة الورعة … هي المحاضرات" أي القراءات الوحيدة الصالحة للمسيحيين. فإذا أرادوا التحول عنها:

فإن أمامهم مشاهد متعددة في الشمس والقمر والكواكب والنجوم وسائر المخلوقات التي لا نهاية لتعددها وتنوعها، ليمتعوا بها أنظارهم. وإن أمامهم تغريد الطيور ليشنفوا به آذانهم، وإن لديهم الشذا الرقيق الجميل والروائح الزكية المنبعثة من الأعشاب والأزهار والفواكه لينعشوا بها أنوفهم .. ولديهم المذاق الجميل لكل ما يصلح للأكل … والمسرات والمتعة التي تقدمها لهم البساتين والأنهار والحدائق والبرك والغابات، والبهجة التي يوفرها لهم الأصدقاء والأقرباء والأزواج والزوجات والأولاد، والمقتنيات والثروة، وسائر النعم الظاهرة التي أنعم الله بها على الإنسان (٣١).

وكانت الحجة قوية بليغة، ولكنها وصمت كل الممثلات بالدعارة والبغاء، وكانت الملكة لتوها قد استقدمت من فرنسا بعض الممثلات، وكانت هي نفسها تتدرب على التمثيل دور في البلاط، وجرح شعور هنريتا ماريا واستاءت، واتهم لود برين بإثارة الفتنة، ودفع المؤلف بأنه لم يكن يقصد الطعن في الملكة أو التشهير بها، واعتذر عن عدم مراعاة الاعتدال في كتاباته. ولكن على أية حال، في قسوة علقت بأذهان البيوريتانيين طويلاً، منع من الاشتغال بالمحاماة وفرضت