وكساء ومؤنا ثم واصلوا طريقهم غرباً إلى المين Main عند هاناو Hanau وهناك حاربوا قوات نمساوية وبافارية وهزموها في ٢ نوفمبر وصلوا إلى الراين عند مينز Mainz بعد أسبوعين من الفرار، وعبروا النهر إلى فرنسا.
[٤ - الانكسار]
لقد بدا نابليون وقد لحقه انكسار لا انجبار بعده. فقد كان جيشه (الآن) مكوّناً من ٦٠،٠٠٠ مقاتل مهزومين ومُحبطين ومستنفدين، يحتشدون على غير هدى على ضفة الراين، أما القوات الفرنسية في ألمانيا فكانت مجمَّدة لا يمكن تعبئتها. لقد كانت قواته البالغة ٦٠،٠٠٠ (السابقة) والمحتشدة عند ضفة الراين بغير سلاح وبغير ملابس وقد تفشى فيهم التيفوس الذي راحوا يصيبون به كل المناطق التي مرّوا بها وراحت الأخبار المحبطة تأتي من كل اتجاه. ففي إيطاليا كان يوجين قد استطاع بشق النفس أن يجمع قوة من ٣٦،٠٠٠ رجل لكنه أصبح الآن في مواجهة ٦٠،٠٠٠ جندي نمساوي عَبْر الأديج Adige.
وفي نابلي راح مورا يتآمر لإنقاذ عرشه بالتخلّي عن نابليون ومناصرة المتحالفين ضدّه. وفي الأراضي المنخفضة أطاحت ثورة داخلية تدعمها قوات بروسية بقيادة بولو Bulow بالحكم الفرنسي (نوفمبر ١٨١٣) وأحكمت قوات إنجليزية قبضتها على الشيلدت Scheldt وعادت أسرة أورنج orange وهرب جيروم من وستفاليا (فستفاليا). ومن إسبانيا عبر ولينجتون Wellington المنتصر البيداسوا Bidassoa إلى فرنسا (٧ أكتوبر) وفرض حصاراً على بايون Bayonne في ديسمبر.
وبدت فرنسا نفسها ممزّقة، فقد أدّى ضياع إسبانيا، واضطراب الحركة التجارية مع ألمانيا وإيطاليا إلى أزمة اقتصادية فأفلست البنوك وأغلقت المصانع أبوابها، وأعقب إغلاق بيت جاباش Jabach للتمويل، سلسلة من عمليات الإفلاس. وهبطت البورصة من ٨٠ في شهر يناير ١٨١٣ إلى ٤٧ في شهر ديسمبر نفس السنة. وراح آلاف المتعطِّلين يتسكعون في الشوارع أو يخفون فقرهم بالاعتكاف في بيوتهم أو يلتحقون بالجيش ليأكلوا وتمرّد الشعب احتجاجاً على المزيد من التجنيد الإلزامي، واحتجت الطبقة الوسطى على رفع الضرائب، وطالب الملكيون