بتولي لويس الثامن عشر العرش، لقد راحت كل الطبقات تطالب بالسلام.
ووصل نابليون إلى باريس في ٩ نوفمبر فرّحبت به مليكته غير السعيدة وابنه المرح، وراح يعمل على إقامة جيش جديد من ٣٠٠،٠٠٠ مقاتل كضرورة أولى للحرب أو السلام. لقد أرسل المهندسين لإصلاح الطرق لجبهات جديدة ولإعادة الأسوار إلى المدن ولبناء الحصون، وللاستعداد لحفر الخنادق وتدمير الجسور عند الضرورة لإعاقة تقدم الغزاة. وصادر الخيول لسلاح الفرسان وأمر بإعداد المدافع من السبائك كما أمر بإعداد الأسلحة والذخائر للمشاة وراح يسحب المزيد من الأموال التي ادخرها من أقبية التوليري، وراحت الأمة تنظر إليه باستغراب وخوف معجبة بقدرته على استعادة رباطة جأشه وطاقته التي لا تنفد كما أصابها الرعب مخافة عام جديد مليء بالحروب.
أما الحلفاء (القوى المتحالفة ضد نابليون) فقد تردّدوا أمام الراين وبسبب حلول الشتاء، فأرسلوا له من فرانكفورت في ٩ نوفمبر عرضاً غير رسمي وغير موقّع لإحلال السلام: أن تحتفظ فرنسا بحدودها الطبيعية - الرّاين، والألب، والبرانس، وأن تتخلّى عن دعاويها كلها فيما وراء ذلك. وفي الثاني من شهر ديسمبر أجاب نابليون من خلال وزير الشؤون الخارجية (كولينكور) بالموافقة. وعلى أية حال فإن ثورة هولندا أنهت السيطرة الفرنسية على مصاب الراين. وساعد الحلفاء هذه الثورة وسحبوا موافقتهم على مبدأ الحدود الطبيعية لفرنسا.
بل لقد أصدروا في ٥ ديسمبر إعلان فرانكفورت:
إنّ القوى المتحالفة لا تشن الحرب على فرنسا. فملوك وحكام أوروبا يريدون أن تكون فرنسا عظيمة قوية سعيدة .. فالقوى المتحالفة تؤيد الإمبراطورية الفرنسية في امتلاك مناطق لم يحدث أبداً أن كانت تحت حكم ملوكها.
لم تكن المسألة في حاجة إلى مزيد من الجهد لإبعاد الشعب عن إمبراطوره، فقد كان السينات Senate والهيئة التشريعية معارضين له علناً مطالبين بدستور يضمن الحرية.
وفي ٢١ ديسمبر عبر الحلفاء نهر الرّاين إلى فرنسا. وفي ٢٩ ديسمبر أرسل السينات إلى نابليون تأييده وتأكيده أنه موالٍ له. لكن في اليوم نفسه قرأ لينيه Laine - أحد الأعضاء