بعث الدوق جيوفني فيكونتي في عام ١٣٥٤ بترارك إلى البندقية ليفاوضها في عقد الصلح مع جنوي.
وكتب الشاعر في ذلك يقول:"إنك لتشهد في جنوي مدينة حاكمة، مستقرة على سفح تل أجرد ذات أسوار شاهقة ورجال عظام"(٥٢). وكان أهلها من أشد الناس حرصاً على الكسب يتحدون البحار بإقدامهم وبسالتهم، شقوا لتجارة جنوي طرائق في البحر المتوسط إلى تونس، ورودس، وعكا، وصور، وإلى ساموس، ولسبوس، والقسطنطينية، واخترقوا البحر الأسود إلى بلاد القرم وطربزون، واجتازوا مضيق جبل طارق والمحيط الاسود إلى بلاد القرم وطربزون، واجتازوا مضيق جبل طارق والمحيط الأطلنطي إلى رون وبروج. وهؤلاء المغامرون من رجال الأعمال هم الذين ابتدعوا قبيل عام ١٣٤٠ طريقة القيد المزدوج (حساب الدوبيا) في إمساك الدفاتر، كما ابتدعوا الامين البحري على السفن قبيل عام ١٣٧٠ (٥٣). وكانوا يقترضون المال من الأفراد المستثمرين بفائدة تتراوح بين سبعة وعشرة في المائة، في حين أن سعر الفائدة في معظم المدن الإيطالية كان يتراوح بين أثني عشر وثلاثين. وظلت ثمار التجارة ردحا طويلا من الزمن يتقاسمها بغير طريقة حبية عدد قليل من الأسر الغنية- أسرة دوريا Doria، واسبنولا، وجريملدى، والفيسكي Fieschi. وقاد سيمون بكانيرا Simone Boccanera البحارة وغيرهم من العمال في ثورة موفقة، وأسس أول أسرة من الأدواج Doge حكموا جنوي حتى عام ١٧٩٧. وخلد فيردي Verdi أسمه في تمثيلية غنائية. ثم انقسم الغالبون بدورهم إلى عدة جماعات متعادية ونشروا الاضطراب في