وُلِد واضع اللاهوت المسيحي في طرسوس من أعمال كليكيا حوالي السنة العاشرة من التاريخ الميلادي. وكان أبوه من الفريسيين، ونشأ إبنه على مبادئ هذه الشيعة الدينية المتحمسة، وظل رسول الأمم طوال حياته يعد نفسه فريسياً حتى بعد أن نبذ الشريعة اليهودية. كذلك كان والده مواطناً رومانيّاً، أورث إبنه هذا الحق الثمين. وأكبر الظن إن اسم بولص كان هو اللفظ اليوناني المرادف للاسم العبري شاول، ولهذا ظل الاسمان يطلقان على خذا الرسول منذ طفولته (٢٢)، ولم يتعلم تعليماً راقياً ولم يدرس الكتب اليونانية لأن الفريسيين على بكرة أبيهم لم يكونوا يسمحون بأن يتأدب أبناؤهم بهذا الأدب اليوناني الخالص، ولو أن كاتب الرسائل درس اليونانية لما كتبها بهذا الأسلوب اليوناني الركيك. على أنه عرف كيف يتحدث بهذه اللغة بطلاقة تمكّنه من أن يخاطب بها المستمعين له من الأثينيين، وأن يشير أحياناً إلى بعض الفقرات المنشورة في الأدب اليوناني. ومن حقنا أن نعتقد أن بعض المبادئ الدينية والأخلاقية للرواقية انتقلت من البيئة المدرسية في طرسوس إلى مسيحية بولس. فهو يستعمل اللفظ الرواقي نيوما (Uenma) أي النفس للدلالة على المعنى الذي يستعمل فيه مترجموه الإنجليز لفظ Spirit (الروح). وكان طرسوس كما كان في معظم المُدن اليونانية أتباع للأرفية. وغيرها من العقائد الخفية، يعتقدون أن الله الذي يعبدونه قد قام من أجلهم، ثم قام من قبره، وإنه إذا دعي بإيمان حق،