للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على البيمارستان (مستشفى الأمراض العقلية) الذي كان ريشليو Richelieu قد أسسه في ضاحية بيكتر Bicetre - صُدِم عندما وجد أنّ حقوق الإنسان التي أعلنتها الثورة بثقة لا وجود لها بالنسبة للمرضى العقليين المحجوزين هنا أو في البيمارستان الآخر - سالبترييه Salpetriere، فكثير من النزلاء كانوا مقيَّدين بالسلاسل حتى لا يؤذوا الآخرين أو أنفسهم كما كان يتم تهدئة كثيرين منهم بِفَصْدِ دمائهم بشكل متتابع أو بتقديم أدوية منوّمة لهم، وأي نزيل جديد (ليس من الضروري أن يكون مجنونا فربما كان مزعجاً - لا غير - لأهله أو للحكومة) يُزَج به في البيمارستان ويُترك عُرضة للتلف البدني بتعرضه للعدوى أو المرض العقلي (النفسي) كمداً وحزناً.

والنتيجة جمع من غريبي الأطوار المحدّقين بغباء اليائسين يظهرون في المناسبات للتسوّل من العامة. وقد ذهب بينل بنفسه للمؤتمر الوطني ليطلب الصلاحيات لمحاولة تخفيف الوضع. لقد فك القيود، وقلَّل عدد مرات فصد الدم وعدد جرعات الأدوية (المهدئة)، وأطلق صراح المرضى في الهواء المنعش وأمر الحراس ألاَّ يعاملوا المجانين كمجرمين ارتكبوا جرائم سرية حقت عليهم بسببها لعنة الله وإنما كمرضى يمكن شفائهم بتحسين أحوالهم ورعايتهم بصبر. وقد صاغ وجهات نظره ونظامه هذا في مبحث كُتب له البقاء بعنوان" Traite medico-philosophique sur l'alienation mentale" (١٨٠١) ، وكان لهذا العنوان أكثر من دلالة، إذ كان يقصد ما ذهب إليه أبقراط Hippocratic من أن الطبيب إذا جمع بين عِلْم العَالِم والفهم السوّي الذي يتحلى به الفيلسوف أصبح هو النموذج والمثال. قال أبقراط: "الطبيب محب الحكمة مساوٍ للأرباب".

٣ - البيولوجيا (علم الأحياء) BIOLOGY

٣/١ - كوفييه Cuvier (١٧٦٩ - ١٨٣٢)

بلغ كوفييه النهى وأصبح على رأس أقرانه رغم انه كان بروتستنتيا في بلد كاثوليكي، وقد شغل منصبا سياسيا رفيعا بل وأصبح عضوا في مجلس الدولة (١٨١٤) فقد رفع نابليون من شأن كثير من العلماء في عهده، واحتفظ كوفييه بمكانه في مجلس الدولة في عهد البوربون العائدين للحكم وأصبح رئيساً للمجلس ونبيل فرنسا في