للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السحرة. وتقبل الفلاسفة بسرور معظم هذه التأثيرات في دعايتهم من أجل التسامح واستدعوا بحق أن بعض الفضل في الانتصار، وكان مقياس نجاحهم أنه بينما في النصف الأول من القرن الثامن عشر كان دعاة الهيجونوت لا يزالون يعلقون على أعواد المشانق في فرنسا، حدث في ١٧٧٦ أو ١٧٧٨ أن دعا ملك كاثوليكي سويسرياً بروتستانتياً لإنقاذ الدولة.

[٧ - الخلاصة]

هكذا انتهى كما بدأنا، إذ نرى أن الفلاسفة واللاهوتيين-لا المحاربين والدبلوماسيين-هم الذين كانوا يحاربون معركة القرن الثامن عشر الحاسمة. وأننا كنا على حق في تسمية هذه الحقبة "عصر فولتير". قال كوندورسيه "إن الفلاسفة من مختلف الأمم، إذ اعتنقوا في تأملاتهم المصلحة العامة لبني البشر كونوا كتيبة قوية متحدة ضد أي وصف للخطأ أو أي لون من الظلم والطغيان (١١٧)، وكانت على أية حال كتيبة متحدة. وسنرى روسو يتخلى عن الحياة والسلطان، وكان يحاول التوفيق بين الفلسفة والدين. ولكنه كان حقاً صراعاً من أجل النفس الإنسانية. ونتائجه بارزة بيننا اليوم.

وفي هذا الوقت ترك فولتير فرني لانتصاره في باريس (١٧٧٨). إن الحركة التي كان قد قادها أصبح لها الغلبة في السيطرة في مجال الفكر في أوربا ووصفها فريرون عدوها اللدود بأنها "مرض العصر وحماقته (١١٨) ". وهرب اليسوعيون وولي الجانسينيون الأدبار، وتغيرت كل نغمة المجتمع الفرنسي. ونهج كل كاتب في فرنسا تقريباً نهج الفلاسفة، وسعى إلى كسب رضاهم. وباتت الفلسفة تحت مئات العنوانات وآلاف الشفاه، "إن عبارة مديح من فولتير أو ديدرو أو دالمبير كانت أثمن وأعظم قيمة من نيل الحظوة عند أي أمير ومن عطفه (١١٩). ووقعت الصالونات والأكاديمية الفرنسية، بل حتى وزراء الملك نفسه، أحياناً، تحت تأثير الفلاسفة.

واحتال الزوار الأجانب على الدخول إلى الصالونات طمعاً في لقاء مشاهير الفلاسفة والاستماع إلى حديثهم، حتى إذا عادوا إلى بلادهم نشروا الأفكار الجديدة. وهاهو ذا هيوم، على الرغم من أنه استبق فولتير في كثير من