وظل في البلاط ثلاث سنوات على كره منه. وذات ليلة (١٥٧٥) بينما كان يصيد، رمح بجواده خارج الحدود، ثم هرب متنكراً عبر فرنسا، وشق طريقه وسط الأخطار إلى نيراك، وحكم بيارن وجبيين حكماً تميز بالعدل والذكاء. وهجر الكثلكة، ورد للبروتستنت سلطانهم في بيارن، وحماهم في جيين. وبعد ثلاث سنوات لحقت به مارجو، وأعانها الملك الشاب-في أوقات فراغه من الصيد أو قتال الكاثوليك- على جعل مباهج بلاطها الصغير تغطي على خياناتهما. وفي عام ١٥٨٢ وبعد أن تعبت من تقديم العون لخليلاته في مخاضهن، عادت إلى باريس، ولكن مغامراتها هناك كانت صارخة بحيث أمرها هنري الثالث بأن تعجل بالعودة إلى زوجها. وبعد أن قضت عامين آخرين في بيارن اعتكفت في آجن. ووافق الملكان- «الهنريان» الآن-على أن تعيش اشبه بالحبيسة في قصر أوسون الريفي، وقررا لها معاشاً طيباً (١٥٨٧ - ١٦٠٥). وحولت سجنها صالوناً، واستقبلت فيه الشعراء والفنانين والعلماء والعشاق، وألفت مذكراتها الحافلة بالقيل والقال. وقد أطرى ريشليو أسلوبها، وأهداها مونتيني بعض مقالاته، وأثنى الوعاظ على برها بالفقراء. وبعد اغراءات لا يستهان بها وافقت على فسخ زواجها، وسمح لها بالعودة إلى باريس والبلاط (١٦٠١). فاستأنفت هناك غرامياتها وصالونها، ثم غدت بدينة، وتابت، واتخذت فانسان ديول قسيساً لها، وبنت ديراً، ثم ماتت في سلام وتقوى (١٦١٥) بالغة من العمر اثنين وستين عاماً. وهكذا اختتمت حياتها، كما قال معاصر لها، «مرجريت، البقية الباقية من سلالة فالوا، أميرة كلها … نيات طيبة … لم تؤذ أحداً إلا نفسها (٣)».
[٢ - هنري الثالث]
١٥٧٤ - ١٥٨٩
بعد أن تربع الدوق أنجو فترة قصيرة على عرش بولندة عاد في الرابعة والعشرين ليعتلي عرش فرنسا باسم هنري الثالث، آخر ملوك فالو الفرنسيين. وهو يطالعنا في صورة له باللوفر لا يعرف مصورها، فتى