يلوح أن أهل الشمال كانوا من التيوتون الذين انتقل أسلافهم إلى بلاد السويد والنرويج بعد أن اخترقوا الدنمرقة وعبروا مضيق أسكجراك Skaggerak وكتجات Kattegat، وحلوا في البلدين محل الكلت الذين حلوا من قبل محل شعب شيبه باللابلانديين والإسكيمو (٤٥). وأطلق زعيم قديم يدعى دان مكلاتي Dan Mikillati اسمه على الدنمرقة- ومعناها منقع دان أو ولايته؛ وتركت قبيلة أسويونس Suiones، إحدى القبائل القديمة التي وصفها تاستس Tacitus بأنها كانت تسيطر على شبه الجزيرة العظيمة، تركت هذه القبيلة اسمها في اسم بلاد السويد Sweden (اسفريج Sverige) ، وفي اسم كثير من الملوك الذين يسمون اسوين Sweyn؛ وليس معنى لفظ النرويج (نورج Norge إلا الطريق الشمالي. وأصبح لفظ سكاني Scan (وهو الاسم الذي أطلقه بلني Pliny الأكبر على بلاد السويد اسكانديا Scandia في اللغة اللاتينية، ونشأ منه لفظ إسكنديناوة Scandinavia الذي يشمل الآن ثلاث أمم وثيقة الصلة في دمائها ذات لغات يفهم المتحدثون بها بعضهم بعضاً. وزادت خصوبة النساء أو زاد خيال الرجال في الأقطار الثلاثة على خصوبة التربة، فعمد الشبان أو غير الراضين عن مصيرهم إلى زوارقهم، وأخذوا يحومون حول السواحل يطلبون الطعام، أو العبيد، أو الأزواج، أو الذهب، ولم يكونوا لجوعهم يرعون قانوناً أو حدوداً للأقاليم، فاجتاح أهل