للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النرويج اسكتلندة، وأيرلندة، وأيسلندة وجرينلندة؛ وأهل السويد الروسيا؛ والدنمرقيون إنجلترا وفرنسا.

ولا يسعنا لقصر أجل الحياة البشرية أن نذكر في هذه العجالة آلهة تلك البلاد وملوكها بالتفصيل؛ وحسبنا أن نقول هنا إن جورم Gorm (٨٦٠ - ٩٣٥) وهب دنمرقة وحدتها، وإن ابنه هارلد بلوتوث (صاحب السن الزرقاء) Harald Bluetooth (٩٤٥ - ٩٨٥) جعل المسيحية دينها، وإن سوين فورك بيرد ذا اللحية المتشعبة Sweyn Forkbeard (٩٨٥ - ١٠١٤) فتح إنجلترا ورفع دنمرقة مدى جيل من الزمان إلى منزلة من دول أوربا الكبرى. وجعل الملك أولاف اسكتكوننج Olaf Skottconung (٩٩٤ - ١٠٢٢) المسيحية دين السويد، ومدينةن أبسالا Uppsala عاصمة ملكة، وكانت بلاد النرويج في عام ٨٠٠ مؤلفة إحدى وثلاثين إمارة، تفصلها بعضها عن بعض الجبال، والأنهار، والخلجان الطويلة الضيقة العميقة (الفيوردات)، ويحكم كلاً منها زعيم من المحاربين، وظلت كذلك حتى عام ٨٥٠ حين زحف هلفدان الأسود Halfdan the Black أحد هؤلاء الزعماء من عاصمته ترندهيم Trondheim وأخضع لحكمه معظم الزعماء الآخرين، وصار أول ملوك النرويج. وخرج على ولده هارلد هارفاجر Harald Haarfager (٨٦٠ - ٩٣٣) الزعماء المتمردون، ورفضت جيدا Gyda التي خطبها لنفسه الزواج به إلا بعد أن يفتح جميع بلاد النرويج، وأقسم ألا يقص شعره أو يمشطه حتى يتم هذا الفتح، وأتمه بالفعل في عشر سنين، وتزوج بعدها بجيدا وبتسع نساء غيرها. ثم قص شعره وسمى باسمه المميز له- "صاحب الشعر الأشقر" (٤٦). وحكم هاكون الصالح Haakon the Good (٩٣٥ - ٩٦١) أحد أبنائه الكثيرين بلاد النرويج حكماً صالحاً دام سبعاً وعشرين سنة، قال فيها أحد قراصنة البلاد إن "السلم طالت حتى أصبحت أخشى أن توافيني منيتي في شيخوختي وأنا على فراشي في عقر داري" (٤٧).