وحكم هاكون آخر- الإيرل الأكبر The Great Earl النرويج حكماً حازماً دام ثلاثين عاماً (٩٦٥ - ٩٩٥)، ولكنه أغضب الزراع الأحرار في شيخوخته باتخاذه بناتهم محظيات لهم ثم إعادتهن بعد أسبوع أو أسبوعين فاستقدم أولئك الزراع الأحرار أولاف ثرجفسون Olft Tryggvsson ونادوا به ملكاً عليهم.
وكان أولاف بن ترجف حفيد أحد أبناء هارلد ذا الشعر الأشقر. وكان "رجلاً شديد المرح والمجون"- كما يقول سنوري الأيسلندي Snori of Iceland- طروباً، أنيساً، محباً للاجتماع بالناس، جواداً كريماً، متأنقاً في لباسه … بديناً، قوياً، أجمل الناس خلقاً وأعظم براعة في الرياضة البدنية من كل من سمعنا به من أهل الشمال" (٤٨). وكان في مقدوره أن يتنقل على المجاذيف خارج سفينته والرجال يجذفون، ويلعب بثلاثة خناجر حادة الأطراف، ويقذف بحربتين في وقت واحد، و "يستطيع أن يحسن القطع بكلتا يديه بدرجة واحدة" (٤٩). وكان كثير المنازعات والمغامرات، وقد اعتنق المسيحية وهو في الجزائر البريطانية، وأصبح أعظم دعاتها قسوة، فلما جلس على عرش النرويج (٩٩٥) هدم المعابد الوثنية، وشاد الكنائس المسيحية، وظل يعيش مع عدد من الزوجات. وقاوم الزراع الأحرار الدين الجديد أشد مقاومة، وأصروا على أن يقرّب أولاف القربان إلى ثور Thor كما تقضي بذلك الشعائر القديمة، وأجابهم أولاف إلى ما طلبوا ولكنه عرض أن يقرب إلى ثور خير قربان يرتضيه وهو الزراع الأحرار أنفسهم، فلم يكن منهم إزاء ذلك إلا أن اعتنقوا الدين المسيحي. ولما استمسك واحد منهم يدعى راند Rand بدينه الوثني، أمر أولاف بشد وثاقه ودفع ثعباناً في حلقه بأن كوى ذيل الثعبان بالنار، فاندفع الثعبان إلى بطن راند وجنبه. وقضى على حياته (٥٠). وخطب أولاف لنفسه سجريد Sigrid ملكة السويد، فوافقت على الخطبة، ولكنها أبت أن تتخلى عن دينها الوثني، فما