يمكننا هو البحث عن شخصية أقرب ما تكون إلى شخصيته. نبحث عن التعس الذي واساه وعن البائس الذي ساعده وعن أتباعه الذين كان لهم نعم السيد. أما عن قنوطه فأخشى أن أكون مسئولة عنه طوال العامين الأخيرين. إنني أحس باطمئنان عميق - فأنا أثق في الله وفي الإنسان.
وعندما حان الوقت ذهاب بايرون إلى أسرة أنابلا في سيهام (بالقرب من درهام Durham) لطلب الزواج منها خانته شجاعته فعرّج في الطريق على منزل أوجستا وهناك كتب خطابا إلى خطيبته معلنا انسحابه من مشروع الارتباط بها لكن أوجستا حثته على تمزيق الخطاب وأن يقبل الزواج كرباط منقذ له. وفي ٢٩ أكتوبر تابع طريقه إلى سيهام وبصحبته هوبهوس الذي كتب في يومياته:"لم يكن متعجلا". لم أر عاشقا أقل تسرعا منه ورحبت أسرة العروس به وأظهر هو من الصفات الطيبة ما جعلهم مسرورين وفي الثاني من شهر يناير ١٨١٥ ذهب معها إلى مذبح الكنيسة (لإتمام الزواج).
٤ - محنة الزواج: بايرون ١٨١٥ - ١٨١٦ م
وبعد إتمام طقوس الزواج ركبا في يوم من أيام الشتاء العابسة متجهين إلى (هالنابي هول Halnaby Hall) في ضواحي درهام لقضاء شهر العسل. لقد كان عمره الآن يقترب من السابعة والعشرين، وكانت هي في الثالثة والعشرين. وقضى ثماني سنوات أو أكثر يكاد لا يكف عن اللقاءات الجنسية غير الشرعية وغير المسئولة وقلما كانت معاشرته الجنسية ترتبط بالحب. وعلى وفق ما ذكره مور Moore عن فقرة قرأها في مذكرات بايرون (تم إحراقها في عام ١٨٢٤) فإن الزوج لم ينتظر حلول الليل، "وإنما طرح الليدي بايرون Lady Byron على الأريكة قبل تناول العشاء في يوم الزواج نفسه وبعد تناول العشاء" إن جاز لنا أن نثق في ذاكرته سألها إن كانت تنوي أن تنام معه في السرير نفسه، وأضاف قائلا: "إنني أكره النوم مع أي امرأة لكن إن اخترت ذلك فسأفعل"، وكيّف وضعه مع طبيعتها (المعنى غير عادته ونام معها في السرير نفسه) لكنه أخبر هوبهوس أنه في تلك الليلة الأولى حاصرته نوبة مفاجئة من الانقباض وغادر السرير وفي اليوم التالي (كما زعمت الزوجة): "قابلني عازفا عني وتمتم