وبينما راح يندمج أكثر وأكثر في علاقاته الجنسية مع أخته غير الشقيقة أرسلت له الآنسة ميلبانك خطابات أججت مشاعره حتى إنه كتب في يومياته عند حديثه عن الأول من ديسمبر سنة ١٨١٣:
"بالأمس وصلني خطاب رقيق من (أنابلا Annabella) وقد أرسلت لها خطابا رداً على خطابها. إن لصداقتنا وموقفنا وضع فريد غريب، وأي غرابة! - فبدون بارقة حب واحدة من كلينا … هي امرأة متفوقة جدا، عيوبها قليلة جدا بالنسبة لامرأة لها هذا النصيب الوافر من المال والثراء وفي العشرين من عمرها .. فمن هي في وضعها وفي سنها قد لا تزيد عن طفلة. إنها شاعرة ورياضية ومتيافيزيقية ومع ذلك - وفوق هذا - فهي لطيفة جدا وكريمة جدا وظريفة جدا، لا تدعي كثيرا. إن أحداً غيرها قد تدور رأسه إذا امتلك ما تملك وإن كان لديه عُشر مزاياها ".
وكأنما كانت قد قرأت هذا التقدير لها (مع أنه لم يكتبه لها وإنما سجله في يومياته) فقد أصبحت خطاباتها في سنة ١٨١٤ تعجّ شوقا وأكدت له أن قلبها غير مشغول الآن بأحد: "وطلبت منه صورة له ووقعت خطاباتها مشفوعة بكلمة (مع حبي) أو (المحبة)". وقد كتب لها تجاوبا مع خطاباتها الدافئة في ١٠ أغسطس: "كنت دوما ولا زلت أحبك"، فأجابت أنها لا تصلح للزواج فقد استغرقتها الفلسفة والشعر والتاريخ. وقد أجاب على تحديها بأن أرسل لها في ٩ سبتمبر اقتراحاً آخر أقل عاطفية يدعوها لتواجهه في لعب الشطرنج فإن رفضت مرة أخرى فإنه سيخطط لمغادرة بريطانيا مع هوبهوس إلى إيطاليا. وقبلت مواجهته في (دَوْر) شطرنج.
لقد بدأ قدره ينحو به نحو الانضباط. لقد كان قد فقد الحرية التي اعتادها - حرية في الصداقة والجنس والأفكار آملاً في أن ينقذه الزواج من الروابط المتشابكة المعقدة والخطرة. لقد شرح لأصدقائه: "لا بد بطبيعة الحال أن أصلح حالي. .. إنها إنسانة طيبة"، وقال لخطيبته: "آمل أن تكوني صالحة طيبة .. سأكون كما تريدين". وقبلت مهمتها على أساس أنها مهمة يقوم بها الصالحون الأتقياء. وكتبت لإميلي ميلنر Emily Milner في نحو الرابع من أكتوبر سنة ١٨١٤:
إن شخصية لورد بايرون الحقيقة لا مجال للبحث عن نظير لها في هذا العالم، وكل ما