للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفصل الخامس

[الراهبات]

كانت العادات المسيحية المألوفة في المجتمعات المسيحية منذ أيام القديس بولس أن تهب بعض الأرامل وغيرهن من النساء الصالحات، أو اللاتي يعشن وحدهن، بعض أيامهن وثروتهن أو كل هذه الأيام والثروة إلى أعمال البر. ثم أخذت بعض النساء في القرن الرابع ينافسن الرهبان، فتركن شئون الدنيا وعشن عيشة دينية منفردات أو مجتمعات، ونذرن أنفسهن للفقر، والطهر، والطاعة، حتى إذا كان عام ٥٣٠ أنشات أسكولاستيكا Scholastica توأمة القديس بندكت ديراً للنساء بالقرب من جبل كسينو Monte Cassino يسير على دستوره وتحت إشرافه، وأخذت أديرة النساء البندكتية من ذلك الحين تنتشر في أوربا، حتى كان عدد الراهبات البندكيات يضارع عدد الرهبان البندكتين. وافتتحت طائفة الرهبان السترسين أول دير للنساء في عام ١١٢٥، ثم افتتحت أشهر أديرتها وهودير بورت رويال Port Royal في عام ١٢٠٤، ولم يحل عام ١٣٠٠ حتى كان في أوربا ٤٠٠ دير سترسي للنساء (٧٢). وكانت معظم الراهبات اللاتي دخلن أديرة هذه الطوائف القديمة من الطبقات العليا (٧٣)، وكثيراً ما كانت الأديرة ملاجئ للنساء اللاتي تضيق بهن بيوت أهلهن او اللاتي لم يكن يوائمهن أذواق هؤلاء الأهلين. ومن اجل هذا اضطر الإمبراطور مجوريان Majorian أن يحرم على الآباء التخلص من بناتهم الزائدات عن حاجتهم بإرغامهن على دخول الأديرة (٧٤). وكان دخول أديرة النساء البندكتية يتطلب عادة بائنة، وان كانت الكنيسة قد حرمت جميع الهبات إلا الاختيارية منها (٧٥). ولهذا