كان في وسع رئيسة الدير أن تكون، كما كنت الرئيسة الوارد ذكرها في أشعار سر Chaucer، امرأة من أسرة عريقة، ذات تبعات كثيرة، تدير أملاكاً واسعة هي مصدر إيراد ديرها. وكانت الراهبات في تلك الأيام تسمى "السيدة" لا "الأخت".
وأحدث القديس فرانسس انقلاباً كبيراً في نظم أديرة النساء كما احدث انقلاباً في نظم أديرة الرجال، ولما أن أقبلت عليه القديسة كلارا Clara في عام ١٢١٢ وأبدت إليه رغبتها في أن تنشا للنساء طائفة من الراهبات كالتي أنساها هو للرجال، تغاضى عن النظم الكنيسة، وتلقى منها إيمانها، وإن لم يكن وقتئذ أكثر من شماس، وضمها إلى طائفة الرهبان الفرنسيسين وإذن لها أن تنشئ طائفة الكلاريات الفقيرات The poor Clares، وأيد إنوسنت الثالث، بما اعتاده من قدرة على خرق حرفية القوانين في سبيل روحها، هذا الإذن (١٢١٦). وجمعت القديسة كلارا حولها بعض النساء الصالحات اللاتي عشن معها عيشة فقيرة مشتركة، يغزلن وينسجن، ويعنين بالمرضى، ويوزعن الصدقات. ونسجت حولها القصص الخرافية التي لا تكاد تقل في تمجيدها عما نسج حول فرانسس نفسه، منها، على حد قولهم أحد الباباوات:
جاء إلى ديرها ليستمع إلى حديثها عن الأمور القدسية والسماوية … وأمرت القديسة كلارا بأن تعد المائدة، ووضعت عليها أرغفة الخبز لكي يباركها الأب المقدس … وركعت القديسة كلارا في خشوح عظيم، وسألته ان يتفضل فيبارك الخبز … فأجابها الأب المقدس بقوله: " أيتها الأخت ياكلير Clare، يا أعظم النساء وفاءاً وإخلاصاً، إني أحب أن تباركي أنت هذا الخبز، وأن ترسمي فوقه علامة الصليب المقدس، صليب المسيح، الذي وهبت نفسك كاملة إليه". فأجابته القديسة كلارا بقولها: "مغفرة أيها الأب المقدس، لو أنني، وأنا المرأة الفقيرة الحقيرة، بلغت بي الجرأة أن أنطق بهذه البركة في حضرة خليفة المسيح لحق علي