أشد اللوم". ورد عليها البابا قائلاً: "ولكيلا يعزى هذا العمل إلى غطرستك وجرأتك بل يعزى إلى فضيلة الطاعة منك، فإني آمرك، بحق ما يجب عليك من الطاعة المقدسة، أن تباركي .. أنت باسم الله هذا الخبز"، فلم تجد القديسة كلارا وقتئذ مناصاً من أن تبارك الخبز في الخشوع بعلامة الصليب الأقدس عملاً بواجب الطاعة المفروضة عليها. ومن أعجب الأشياء أن علامة الصليب ظهرت على جميع تلك الأرغفة مرسومة أجمل رسم. فلما رأى الأب المقدس هذه المعجزة، طعم من الخبز وغادر المكان وهو يحمد الله ويودع بركته مع القديسة كلارا (٧٦).
وماتت كلارا في عام ١٢٥٣، وما لبثت أن ضمت إلى القديسين والقديسات. ونظم الرهبان الفرنسيسيون في عدة أماكن مختلفة مثل هذه الطوائف الكلارسية، أو طوائف كلارا الفقيرة. وكذلك أنشأت طوائف الرهبان المتسولين - الدمنيكية، والأوغسطينية، والكرملية - طائفة ثانية من الراهبات، ولم يحل عام ١٣٠٠ حتى كان عدد الراهبات في أوربا لا يقل عن عدد الرهبان. ونزعت أديرة الراهبات في ألمانيا نزعة صوفية شديدة، وفي فرنسا وإنجلترا كثيراً ما كانت ملاجئ لنساء الأسر الشريفة اللاتي "هدين" لترك شئون الدنيا، أو اللاتي أصابهن الهجر، أو الخيبة، أو الثكل. ويكشف دستور الناكسات Nacren Rwle ما كان يطلب إلى الراهبات الإنجليزيات أن يتصفن به في القرن الثالث عشر. ولربما كان عدد الأسقف بور Poor هو الذي وضع هذا الدستور لدير نسائي في ترانت Tarrant من أعمال دورستشير Dorsetshire. ويخيم هذا الدستور جوا قاتم من الحديث الطويل عن الخطيئة والنار، وبعض الذم التجديفي لجسم المرأة (٧٧). ولكن نغمة من الإخلاص الجميل تخفف من وقع هذا القتام، وهو من اقدم نماذج النثر الإنجليزية وأنبلها (٧٨).
وبعد فإن من السهل على الإنسان أن يجمع من عشرة قرون أمثلة رائعة