للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الفساد الخلقي المألوف. فقد دخلت الراهبات الأديرة على الرغم منهن (٧٩) ووجد أن متاعب حياة التقى والصلاح، ولقد رأى ثيودور رئيس أساقفة كنتربي وإجبرت أسقف يورك من الواجب عليهما أن يحرما على رؤساء الأديرة، والقساوسة، والأساقفة غواية الراهبات (٨٠). وكتب إيفيو Ivo أسقف تشارتر (١٠٣٥ - ١١١٥) يقول إن بعض راهبات دير القديسة فارا Fara يحترفن الدعارة، ويرسم أبلارا (١٠٧٩ - ١١٤٢) صورة شبيهة بهذه الصورة لبعض الأديرة الفرنسية القائمة في أيامه، ووصف إنوسنت الثالث دير أجاثا Agatha بأنه ماخور انتشرت عدوى فساد الحياة فيه وسوء سمعته في جميع أنحاء الإقليم المجاور له (٨١). ويرسم ريجو Rigaud أسقف رون (١٢٤٩) صورة طيبة بوجه عام للطوائف الدينية المنتشرة في أسقفيته، ولكنه يتحدث عن دير من أديرة النساء فيه ثلاث وثلاثون راهبة وثلاث أخوات من غير الراهبات وجدت منهن ثمان يحترفن الفسق أو يشتبه في إنهن يحترفنه، "ولا تكاد رئيسة الدير تبتعد عن الخمر ليلة واحدة" (٨٢). وحاول بنيفاس الثامن (١٣٠٠) أن يرقى بقواعد الآداب التقليدية في الأديرة فأمر بالتشديد في عزلة الراهبات عن العالم، ولمن أمره هذا لم يكن في الإمكان تنفيذه (٨٣)، ولما جاء الأسقف ليودع هذا القرار في أحد أديرة النساء في أسقفية لنكلن Lincolin قذفت الراهبات به رأسه، وأقسمن أنهن لن يطعنه قط (٨٤)، أكبر الظن ان هذه العزلة لم تكن مما نص عليه في قسمهن، ولم يكن لرئيسة الدير الواردة في أقاصيص تشوسر عمل تقوم به لأن الكنيسة حرمت على الراهبات أن يخرجن حتى للحج (٨٥).

ولو أن التاريخ كان يعنى بذكر أمثلة الطاعة للقواعد المألوفة عنايته بذكر الأمثلة التي تخرق فيها هذه القواعد، لاستطعنا في اغلب الظن أن نذكر في مقابل كل زلة آثمة ألف مثل من الإخلاص والأمانة. ولقد كانت دساتير الأديرة في كثير من الحالات قاسية قسوة تخرجها عن طاقة البشر، وكانت خليقة