التغيير في القرية - وفي المدينة - المصانع - التجارة - اتحادات العمال-
الأجور - الحكومة الجديدة - القومية واتباع الأساليب الغربية - إنزال
كنفوشيوس عن عرشه - مناهضة الدين - المبادئ الخلقية الجديدة - التحول في
نظام الزواج - تحديد النسل - التعليم المشترك بين الذكور والإناث - "التيار الجديد"
في الأدب والفلسفة - لغة الأدب الجديدة - هوشي - عناصر التدمير - عناصر التجديد
كان كل شيء في الماضي يتغير ماعدا الشرق، أما الآن فليس شيء في الشرق لا يتغير، وأضحت أشد الأمم استمساكا بالقديم أكثرها تطرفاً بعد الروسيا، وأخذت تدمر عامدة عادات ونظماً كانت تعدها من قبل حرماً آمناً غير قابل للتعديل. فليس الأمر الآن مقصوراً على القضاء على أسرة حاكمة كما حدث في عام ١٦٤٤ م بل هو اقتلاع جذور حضارة قديمة.
وقد جرت العادة أن يكون آخر التغيير وأقله في القرية، لأن اعتدال القرية وبطء سيرها لا يشجعان على التجديد، والجيل الجديد نفسه لا بد له أن يزرع أولاً ثم يحصد ما زرعه فيما بعد. وأما الآن فإن سبعة آلاف ميل من الخطوط الحديدية تخترق الريف الصيني، ولا تزال تربط القرى الشرقية بالمدن الساحلية وتحمل كل جديد من سلع الغرب إلى الملايين من بيوت الزراع، رغم ما أصابها من الدمار في خلال الفوضى وسوء الإدارة اللذين داما عشرات السنين، ورغم ما تحملته من الأعباء الباهظة بسبب حاجات الحرب ومطالبها الملحة. ففي هذه القرى يرى السائح كثيراً من الواردات الأجنبية مثل الكيروسين، ومصابيح الكيروسين، وعيدان الثقاب، ولفافات التبغ، بل يرى فيها القمح الأمريكي نفسه. ولعل القارئ يظن أن وجود هذه البضائع والسلع في داخل البلاد أمر عادي غير جدير بالذكر؛ والحق أن