للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

للفلاندرز واللورين وأوربا والأرض. وفي مؤلفه المشهور "الوصف الجديد الدقيق للأرض وطرق الملاحة" (١٥٦٨) أدخل نظام "الأسقاط المركاتوري" في الخرائط التي أدى إلى تيسير الملاحة. بإظهار دوائر خطوط الطول موازية بعضها لبعض، ودوائر العرض خطوطاً مستقيمة، وكلتا المجموعتين من الخطوط تشكل زوايا قائمة، الواحد منها مع الآخر. وفي ١٥٨٥ شرع في إصدار "أطلسه" الكبير (ونحن مدينون له بالفضل في استخدام هذا اللفظ)، محتوياً على إحدى وخمسين خريطة، في إتقان ودقة لم يسبق لهما مثيل، وصف فيها الأرض المعروفة آنذاك. ودخل صديقه أبرهام أورتل في مباراة معه بكتابه الجامع "مدار الأرض" (أنتورب ١٥٧٠). أن هذين الرجلين كليهما حرر الجغرافيا من ارتباطها الألفي السعيد بطليموس (الفلكي السكندري في القرن الثاني الميلادي)، ووضعاها في شكلها الحديث. وبفضلها احتفظ الهولنديون بما يكاد يكون احتكاراً تاماً لصناعة الخرائط طيلة قرن من الزمان.

[٥ - العلم والحياة]

وكان على علم الأحياء (البيولوجيا) أن ينتظر قرنين من الزمان حتى يتسنم الذروة، ونشأ علم النبات على مهل من خلال الدراسات الطبية للأعشاب العلاجية واستيراد النباتات الغريبة إلى أوربا وجلب المبشرون الجزويت لحاء الشجر من بيرو (الكينين) والونيلية (نبات أمريكي استوائي، الفانيليا) والرواند. وأدخل البطاطس حوالي ١٥٦٠ من بيرو إلى أسبانيا، ومنها انتشر في أنحاء القارة. ووصف برسبيرو ألبيني أستاذ علم النبات في بادوا خمسين نباتاً أجنبيا زرعت مجدداً في أوربا. ومن دراساته لنخيل البلح استدل على التكاثر الجنسي في النبات الذي أوضحه تيوفراستوس في القرن الثالث ق. م. يقول ألبيني: "إن إناث نخيل البلح لا تحمل ثمراً إلا إذا اختلطت أغصان الأشجار الذكور والأشجار الإناث بعضها ببعض، أو كما يحصل عادة، إلا إذا تناثر