للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بأن الكواكب السيارة بما فيها الأرض كانت يوماً كتلاً متوهجة مثل الشمس، وعندما برد الكوكب، كون قشرة من السوائل والمواد الصلبة فوق نار مركزية داخلية، أنتج دخانها الينابيع الحارة والبراكين والزلازل (٥٠).

وتقدمت الجغرافيا بفضل البعثات التبشيرية والرواد والتجار الذين أرادوا نشر ديانتهم أو التوسع في العلم والمعرفة أو التجارة. وفي ١٥٦٧ وما بعدها ارتاد الملاحون الأسبان البحار الجنوبية، وكشفوا جزيرة جواد القنال وغيرها من جزر سليمان-وسميت كذلك على أمل العثور هناك على كنوز سليمان. وزار المبشر البرتغالي بيكوياس (الذي أخذ أسيراً في الحبشة (١٥٨٨))، النيل الأزرق. وحل لغزاً قديماً بأن فيضان النيل المنتظم ليس له من سبب إلا فعل الأمطار في مرتفعات الحبشة. وواضح أن وللم جانسزون كان أول من وطئت قدماه أرض استراليا (١٦٠٦). وكشف آبل تسمان تسمانيا ونيوزيلند (١٦٤٢) وجزر فيجي (١٦٤٣) ودخل التجار الهولنديون سيام وبورما والهند الصينية. ولكن المعلومات عن هذه البلاد وعن الصين، وردت إلينا أساساً عن طريق المبشرين الجزويت. وبأمر من هنري الرابع نلك فرنسا ارتاد صمويل تشابلن ساحل نوفاسكوشيا وصعد في نهر سانت لورنس إلى قرب مونتريال، وأسس أتباعه مدينة كويك، وبينوا على الخريطة البحيرة التي تحمل اسمه.

وكافح صانعوا الخرائط حتى لا يتخلفوا كثيراً عن الرواد والمستكشفين، ومنهم جيراردوس مركيتور (جيرهارد كريمر) الذي درس في لوفان، وأسس محلاً لصنع الخرائط العلمية والكرات الأرضية. وفي ١٥٤٤ قبض عليه وحوكم بتهمة الهرطقة، ولكنه تفادى العواقب الوخيمة، فوجد على أية حال أنه من الحكمة أن يقبل دعوة وجهت إليه من جامعة دوزبرج، حيث أصبح رساماً للخرائط لدى دوق جوليس كليفر (١٥٥٩). وطوال حياته التي امتدت اثنين وثمانين عاماً، جهد مركيتور دون كلل أو ملل في رسم خرائط