كتاب قصة الحضارة

الملكة العظيمة - ١١ - السحر يذوي ويذبل - ج: 28 - ص: 61

"ريتشارد الثاني"، وهي تظهر كيف أن ملكاً خلع عن عرشه عدلاً وحقاً (١١٩).

وفي اليوم التالي (٧ فبراير ١٦٠١) احتشد ثلاثمائة من أنصار اسكس المتحمسين المسلحين في فناء داره. وعندما خرج إليهم اللورد حامل الأختام وثلاثة من الشخصيات الكبيرة ليسألوهم عن سبب هذا التجمع غير المشروع أغلق عليهم الحشد الأبواب وساقوا الارل الحائر معهم إلى لندن وإلى الثورة، وكان يراوده الأمل في أن يهب الناس لمساعدته، ولكن الخطباء أمروهم بالتزام بيوتهم فامتثلوا. وكانت قوات الحكومة لهم بالمرصاد، فتعقبوا المتمردين، وقبض على اسكس وزج به في برج لندن ..

وسرعان ما قدم للمحاكمة بتهمة الخيانة، وأمر المجلس بيكون بمساعدة كوك في إعداد قرار المحكمة. وربما كان رفضه يؤدي إلى تدمير حياته السياسية، وقبوله غلى انهيار سمعته التي واتته بعد وفاة أبيه، فلما تلعثم كوك في عرض التهمة نهض بيكون وعرض المسألة في وضوح مقنع يدين المتهم، واعترف اسكس بجرمه، وذكر أسماء شركائه (١٢٠). وقبض على خمسة من هؤلاء وقطعت رؤوسهم، وحكم على سوثمبتون بالسجن مدى الحياة، وأفرج عنه جيمس الأول فيما بعد، وتروي أسطورة أن اسكس بعث إلى الملكة بخاتم كانت قد أعطته إياه يوماً مع الوعد بأن تهب لنجدته إذا أعاده إليها في الساعة العسرة. ولكن الخاتم لم يصل إليها، ولو كان قد أرسل (١٢١). ففي الخامس والعشرين من فبراير ١٦٠١، وهو في الخامسة والثلاثين، ذهب اسكس في بسالة إلى المصير الذي كان طابع شخصيته. وبكى رالي عندما هوت الضربة على عنقه، وعرض برج لندن، لمدة عام، الرأس المفصول عن جسده، والذي أصابه الانحلال والعفن.

[١١ - السحر يذوي ويذبل]

١٦٠٠ - ١٦٠٣

إن منظر رأس اسكس، أو إدراك إليزابث أن الرأس كان يحدق النظر إليها ليل نهار، لا بد أن يكون قد شارك في الكآبة التي خيمت على الملكة في سنواتها الأخيرة. فكانت تقضي الساعات الطوال جالسة وحيدة في صمت، حزينة تطيل