المعارضة كما يحدث الآن، بالكلمات واللطمات في المقاهي أو في الشوارع. ولعل توماس أكمبس Thomas a Kemps أدان الفلسفة في كتاب "محاكاة المسيح" كرد فعل ضد آراء أوكهام وقد لعب أوكهام دوراً، وإن اقتصر على صوت، في تأليب الحكومة الوطنية ضد الكنيسة العالمية وقد أثرت دعوته إلى أن يكون رجال الدين فقراء في ويكليف كما أن هجماته على البابوية واستنصاره الدائم للإنجيل والمسيحية الأولى بدلا من الكنيسة مهدت لظهور لوثر الذي عده أوكهام من أعظم أساتذة فلسفة الكلام وأكثرهم عبقرية إذ عبر سلفا في مذهبه في الاختيار ومذهبه في الفردية عن الروح القوية لعصر النهضة ثم إن مذهبه في الشك انتقل إلى راموس ومونتيني وربما إلى أرازموس، ومذهبه وتحديده الذاتي للمعرفة بالأفكار رمز إلى بركلي كما أنه سبق "كانت" بمحاولته إنقاذ الإيمان عن طريق"العقل العملي" وعلى الرغم من أنه مثالي من الناحية الفلسفية فإن تأكيده أن الإحساس هو المصدر الوحيد للمعرفة جعله يتبوأ مكاناً مرموقا في موكب الفلسفة الإنجليزية التجريبية من روجر وفرانسيس بيكون من خلال هوبز ولوك وهيوم وميل ومن سبنسر إلى برتراند راسل. واقتحامه الطارئ لميدان العلم الطبيعي-وإدراكه لقانون القصور الذاتي ورأيه في العمل على بعد-حث المفكرين من جان بوريدان إلى إسحق نيوتن والنتيجة العامة شأنه في هذا شأن دونس سكوتوس، هو تقويض الغرض السياسي لفلسفة الكلام- وأن العقيدة المسيحية في القرون الوسطى يمكن إثباتها بالعقل وقد حافظت فلسفة الكلام حتى القرن السابع عشر، على وجود باهت بعد الموت ولكنها لم تسترد قوتها بعد هذه الصفعات.
[٦ - المصلحون]
بينما كان ابن خلدون يضع قواعد علم الاجتماع في العالم الإسلامي كان