بالصيام. وقد مات متأثراً بالطاعون عام ١٣٤٩ أو عام ١٣٥٠ وهو لا يزال في زهرة العمر.
ونحن لا نعرف إلا القليل عن مصير أوكهام فهو لم يجد في جعة ميونخ عزاء له عن نبيذ باريس الذي افتقده، وقد قارن نفسه بجون الإنجيلي في باتموس وغن كانت لم تواته الجرأة على التخلي عن حماية الإمبراطور. وطبقاً لرواية أحد الفرنشسكان المعاصرين وقع الراهب المتمرد في آخر سني عمره إقرارا ينكر فيه هرطقاته، ولعل تصالح لويس مع الكنيسة جعلت هذا أمراً يمليه العقل والرشد، وربما وليام قد أحس بأن التساؤل عن حقيقة عقيدة دينية أمر سخيف. ومات متأثراً بالطاعون عام ١٣٤٩ أو عام ١٣٥٠ وهو لا يزال في مقتبل العمر.
وقبل وفاته بزمن طويل اعترف به كأقوى مفكر في عصره وارتجت الجامعات بالجدل حول فلسفته. وقبل كثير من علماء اللاهوت وجهة نظره في أن العقائد الأساسية للدين المسيحي لا يمكن إثباتها بالعقل وأن التمييز بين الحقيقة الفلسفية والحقيقة الدينية كان واسع الانتشار في القرن الرابع عشر كما تنتشر اليوم المهادنة المفهومة ضمنا بين التحقيق العلمي والخدمة الكهنوتية الدينية. وفي أكسفورد تكونت مدرسة من أتباع أوكهام أطلقت على نفسها اسم "الحياة العصرية"(كما سمي أبيلارد مذهبه التصوري قبل ذلك بثلاثمائة عام) وسخرت من الواقعية الميتافيزيقية لسكوتوس أكويتاس. وكان انتصار العصريين بخاصة ساحقة في جامعات أوربا الوسطى فإن هس في راغ ولوثر في أرفورت كانا يتلقيان المذهب الاسمي وربما يعزى تمردهما إليه. وفي باريس منعت سلطات الجامعة (١١٣٩ - ٤٠) تدريس آراء أوكهام ولكن كثيراً من تلاميذه وبعض الأساتذة هللوا له باعتباره حاملا للواء الفكر الحر وحدث أكثر من مرة أن تقاتلت الأحزاب