تبلغ جلالته برغباتها … ويدعو جلالته جميع الدارسين والأشخاص المتعلمين في مملكته .. أن يوافوا حامل الأختام بجميع المعلومات والمذكرات المتصلة بالشئون التي يتضمنها هذا المرسوم" (٢٨).
وفي ٨ أغسطس دعا لويس طبقات فرنسا الثلاث أن توفد مندوبين إلى دورة لمجلس الطبقات تجتمع بفرساي في أول مايو ١٧٨٩. ثم عطل في اليوم ذاته "المحكمة المطلقة السلطة" التي ما طواها التاريخ في زوايا النسيان. وفي ١٦ أغسطس اعترفت الحكومة بإفلاسها في الواقع، إذ أعلنت أن التزامات الدولة ابتداء من ٣١ ديسمبر ١٧٨٩ لن تدفع كلها عملة بل يدفع بعضها ورقاً على المواطنين جميعاً أن يقبلوه عملة قانونية. وفي ٢٥ أغسطس استقال بريين محمل بالرضا والثراء في الوقت الذي أحرقت فيه جماهير باريس دمية تصوره. ثم اعتكف في سانس، وهناك انتحر في ١٧٩٤.
[٤ - عودة نكير]
١٧٨٨ - ١٧٨٩
وطلب الملك إلى نكير على مضض أن يعود إلى الحكومة (٢٥ أغسطس) ومنحه الآن لقب وزير ومقعداً في المجلس الملكي. وهلل الجميع لهذا التعيين من الملكة والأكليروس إلى المصرفيين وعامة الشعب. وتجمع حشد في فناء قصر فرساي ليرحبوا به، فخرج إليهم وقال لهم "نعم يا أبنائي، أنا باق، فاطمئنوا" ووقع بعضهم على ركبهم وقبلوا يديه (٢٩) فبكى على طريقة ذلك العصر.
على أن الذي استشرى في الإدارة، وفي الشوارع، وفي الفكر الحكومي والشعبي، وكان قد قارب جداً حالة التحلل السياسي بحيث كان قصارى ما استطاعه نكير هو الاحتفاظ بالاستقرار حتى يجتمع مجلس الطبقات. ثم بلفتة كريمة منه لاستعادة الثقة بالحكومة وضع ملوني فرنك من ماله في الخزانة، وارثهن ثروته الخاصة ضماناً جزئياً لالتزامات الدولة (٣٠). ثم ألغى الأمر الذي صدر في ١٦ أغسطس بإلزام حملة السندات بقبول