وأكرهت المحاكم على سحب مرسوم الملك (٧ يونيو ١٧٨٧، "يوم البلاط") وإلا شنقوه على ثريا ردهته. ولكن القضاة امتثلوا لأمر ملكي بنفيهم.
ولقد صنع مجتمع جرينوبل التاريخ بإنتقاضه هذا. وصمم النبلاء الأكليروس والعامة على إعادة مجلس الطبقات الدوفينية ليلتئم في ٢١ يوليو ولما كانت الطبقة الثالثة قد قادت النصر في "يوم البلاط" فقد منحت تمثيلاً مكافئاً لتمثيل الطبقتين الأخيرين مجتمعتين، واتفق على أن يكون التصويت في المجلس الجديد بالأفراد لا بالطبقات، وقد وضعت هذه الاتفاقات سوابق لعبت دوراً في تنظيم مجلس الطبقات القومي. فلما حظر على المجلس طبقات الدوفنيه أن يجتمع في جرنوبل، اجتمع في فيزيل على بضعة أميال، وهناك، بقيادة محام شاب يدعى جان-جوزيف مونييه، وخطيب شاب يدهى أنطوان بارناف، وضع النواب الخمسمائة قرارات (أغسطس ١٧٨٨) أيدت حقوق البرلمانات في التسجيل، وطالبت بإلغاء أوامر القبض الملكية، ودعت إلى عقد مجلس لطبقات الأمة، وتعهدت بعدم الموافقة إطلاقاً على ضرائب جديدة ما لم يصدق عليها مجلس الطبقات. هنا كانت إحدى بدايات الثورة الفرنسية: فإن إقليماً بأسره تحدى الملك، وطالب في واقع الأمر بملكية دستورية.
واستسلم الملك بعد أن قهره هذا التمرد الذي شمل الأمة كلها تقريباً على السلطة الملكية، فقرر أن يدعو مجلس الطبقات، ولما كان آخر اجتماع لهذه الهيئة قد انقضى عليه ١٧٤ عاماً، ولما كان نمو الطبقة الثالثة قد استحال معه إتباع الإجراءات القديمة، فقد أصدر لويس السادس عشر (٥ يوليو ١٧٨٨) نداء غير عادي على أنه أمر من أوامر مجلس الملك:
"سيحاول جلالته العمل بما يقرب من الإجراءات القديمة، ولكن إذا لم يتيسر التحقق من هذه الإجراءات فإنه يريد أن يسد الثغرة بالتأكد من مشيئة رعاياه … وعليه فقد قرر الملك أن يأمر بإجراء كل البحوث الممكنة الخاصة بالأمور سالفة الذكر في جميع محفوظات كل إقليم، وأن تبلغ نتائج هذه البحوث إلى مجالس الطبقات الإقليمية ومؤتمراتها، … التي بدورها