ويستوجب اللعنة (٢٩). وحرم البابا بول الخامس تأدية-مثل هذا القسم، وامتثل للبابا أغلبية الكاثوليك الإنجليز وارتضت القسم أقلية كبيرة. وفي ١٦٠٦ أعدم ستة من القساوسة لرفضهم القسم وإقامتهم القداس. وفيما بين عامي ١٦٠٧ و١٦١٨ أعدم ستة عشر آخرون (٣٠). وامتلأت السجون بعد مئات من القساوسة وعدة آلاف من الكاثوليك العاديين. وبرغم هذا الإرهاب كله، استمر الجزويت على دخول إنجلترا، ففي ١٦١٥ كان يوجد منهم ٦٨ على الأقل، وفي ١٦٢٣، كان منهم ٢٨٤ (٣١). وشق بعض الجزويت طريقهم إلى إسكتلندة. هناك أعدم واحد منهم-جون أو جيلفي-في ١٦١٥، بعد أن سحقت رجلاه في "الدهق"(آلة التعذيب)، وإبقاءه يقظاً لمدة ثمانية عشر أيام بلياليها بغرز الدبابيس في لحمه (٣٢). وهكذا وقعت أوزار الكنيسة القديمة على رأسها هي، على يد الحقائق والقوى والسلطات الجديدة.
[٤ - المسرح في أيام جيمس]
تابعت نشوة إنجلترا مسيرتها في الأدب، كما تابعتها في الدين. وإني لأنسب إلى عصر جيمس، النصف الأروع في روايات شكسبير، وكثيراً من روائع تشابمان، ومعظم روائع جونسون، ووبستر، ومدلتون، ودكر، ومارستون، وبعضاً من أحسن أعمال ماسنجر، وكل روائع بومونت وفلتشر، وفي الشعر دون وفي النثر بيرتون. وأروع وأكرم من هذا كله الكتاب المقدس ترجمة الملك جيمس، وتلك أمجاد تكفي لأن يتألق بها أي عصر، وكان الملك يتذوق المسرحية. وفي أحد الاحتفالات بعيد الميلاد مثلت أربع عشرة رواية في البلاط الملكي. وفي ١٦١٣ احترق مسرح "الجلوب" عن آخره نتيجة إطلاق مدفعين استلزم إطلاقهما تمثيل رواية هنري الثامن، ولكن سرعان ما أعيد بناؤه. وفي ١٦١٣ كان في لندن أو بالقرب منها نحو سبعة عشر مسرحاً.
وكان جورج تشابمان يكبر شكسبير بخمس سنوات، وعمر بعده ثمانية عشر عاماً، وشهد ثلاثة عهود (١٥٥٨ - ١٦٣٤). وشق طريقه في أناة وروية