حتى صار فحلاً في فنه، وكان في ١٥٩٨ قد أكمل بنجاح رواية مارلو Hero and Leander، ونشر سبعة كتب من الإلياذة، ولكنه لم ينجز ترجمة هوميروس حتى ١٦١٥، وظهرت أحسن رواياته فيما بين ١٦٠٧ و١٦١٣. وفتح للمسرحية الإنجليزية مجالاً جديداً، حين اقتبس من التاريخ الفرنسي الحديث فكرة رواية Bussy d, Ambois، (١٦٠٧؟) - خمسة فصول من الخطابة الصاخبة المليئة بالتهديد والوعيد، لا يكاد يلطف من عنفها شيء من سحر البيان، ولكنها تقوى إلى حد مزعج في صحيفة يتبادل موسى وعدوه التحيات الساخرة التهكمية العسيرة الهضم قدر عسر هضم الحقيقة. ولم يفق تشابمان قط من التعلم أو لم ينقطع عنه، فإن القدر الكبير الذي حصله من اليونانية، والقدر الأكبر من اللاتينية استحوذا على كل تأملاته وتفكيره، بشكل خانق، وإن قراءة رواياته لهي ضرب من الجهد المضني لمجرد الإطلاع والدرس، لا حباً في الروايات أو الاستمتاع بها. ولن نبتهج كما فعل كيتس، "لأول نظرة نلقيها على ترجمة تشابمان لهوميروس". فثمة حيوية دافقة هنا وهناك في الترجمة السباعية التفاعيل تسمو بها فوق ترجمة بوب، التي هي أفضل بصفة عامة، ولكن موسيقى الشعر تضيع في الترجمة، فإن التفاعيل السداسية الوثابة في الأصل تداعبنا بتناغم أسرع مما تفعل التفاعيل الموزونة المقيدة في الشعر المقفى. إن أية قصيدة إنجليزية طويلة مقفاة لم تتخلص من النعاس الذي يغلب على أناشيد بحارة البندقية. وحول تشابمان إلى "شعر ملحمي" أبياتاً عشرية المقاطع ليتفق كل اثنين في القافية-حول الأوديسية ترجمته لها بنفس قوة التهدئة. ولا بد أن جيمس غلبه النعاس تحت هذه الأغطية الثقيلة، إلى جانب إيماءات هوميروس العارضة، لأنه أهمل في دفع مبلغ الثلاثمائة جنيه التي كان الأمير الراحل هنري قد وعد بدفعه إلى تشابمان، عند إتمام الترجمة. ولكن ارل سومرست أنقذ الشاعر العجوز من الفقر.
وهل نتوقف قليلاً عند توماس هايوود، وتوماس مدلتون، وتوماس دكر، وسيريل تورنير، وجون مارستون، أو يسمحون لنا بأن نمر عليهم مر الكرام مع تحية متواضعة لشهرتهم المتأرجحة، أما فلتشر، فلن نستطيع أن نبخسه حقه.