إن جامي يهبط من علياء سمائه ليصف جمال الأميرة زليخة في تكرار
وإسهاب يتقدان حماسة، حتى إلى حد وصف "حصن العفة والملمس
الحرام فيها".
وكان نهداها بمثابة كرتين من نور بالغ النقاوة أو فقاعتين
تقفزان حديثاً من نافورة كافور، أو رمانتين صغيرتين تنموان
على غصن واحد، لا يستطيع أي طامع جريء أن يمسهما
بإصبعه (٤٢).
إن زليخة ترى يوسف في المنام، فتقع في غرامه لأول ظهوره. ولكن أباها يزوجها من وزيره بوتيفار. ثم ترى يوسف بشخصه رأي العين معروضاً للبيع في سوق الرقيق فتشتريه وتغريه، ولكنه يرفض صداقتها والتفاهم معها، فيصيبها الهزال. ويموت الوزير، ويحل يوسف محله، ويتزوج زليخة، وسرعان ما ينتاب الهزال الاثنين، إلى حد الموت آخر الأمر. إن حب الله هو الحقيقة وهو الحياة، إنها قصة قديمة، ولكن من ذا الذي يستطيع أن يركن إلى هذه المواعظ؟
[٧ - الفن في آسيا الإسلامية]
في كل البقاع التي وصل إليها الإسلام من غرناطة إلى دلهي وسمرقند، استخدم الملوك والنبلاء العباقرة والعبيد لبناء المساجد والمقابر، والرسم على الآجر وإحراقه، ونسج الحرائر والسجاجيد وصبغها، وطرق المعادن، والحفر على الخشب والعاج، وزخرفة المخطوطات بالألوان المائية والخط، واستمسك الخانات والتيموريون والعثمانيون والمماليك، وحتى الأسرات الصغيرة التي حكمت الأجزاء الضعيفة من العالم الإسلامي، استمسكوا جميعاً بالتقليد الشرقي، وهو تلطيف السلب بالشعر، وتلطيف القتل بالفن.