لما تحالف فليب ملك مقدونيا مع هنيبال على رومه (٢١٤)، كان يأمل أن تسير في ركابه بلاد اليونان كلها لإزهاق روح ذلك الجبار الناشئ في الغرب؛ ولكن الشائعات ما لبثت أن انتشرت تقول إنه كان يعتزم إذا ما انتصرت قرطاجنة أن يفتح أرض اليونان كلها بمعونة حلفائه القرطاجنيين. ومن أجل ذلك وقعت العصبة الإيتوليه Aetolian ميثاقاً تعهدت فيه أن تساعد رومه في حربها ضد فليب؛ واستطاع مجلس الشيوخ بفطنته أن يستفيد من هذا الخذلان فيقنع فليب بعقد صلح منفرد مع رومه (٢٠٥). وما كاد الرومان ينتصرون في معركة زاما حتى أخذ مجلس الشيوخ- وهو الذي لم ينس قط إساءة وجهت إلى بلاده- يكيد لمقدونية ويستعد للثأر منها. ذلك أن هذا المجلس كان يشعر بأن رومه لا تستطيع أن تأمن على نفسها ما دام من ورائها تلك القوة العظيمة التي لا يفصلها عنها إلا بحر ضيق. ولما أن عرض مجلس الشيوخ اقتراحاً بإعلان الحرب اعترضت الجمعية على هذا الاقتراح وقام أحد التربيونين يتهم الأشراف بأنهم يريدون أن يحولوا أنظار الشعب عما في البلاد من فساد (١)؛ ولكن المعارضين