في الحرب سرعان ما أخمدت أصواتهم واتهموا بخور العزيمة وضعف الوطنية؛ وما وافى عام ٢٠٠ ق. م حتى أبحر ت. كونكتوس فلامينوس T. quintus Flaminus إلى مقدونية.
وكان فلامينوس فتى في الثلاثين من عمره، وكان من أفراد تلك الدائرة الحرة المعينة بصبغ البلاد بالصبغة الهلينية، والتي كانت تتجمع في رومه حول آل سبيو. والتقى بفليب عند سينوسفلى Cynoscephalae بعد عدة حركات عسكرية ماهرة، وهزمه هزيمة منكرة (١٩٧). ثم أدهش جميع أمم البحر الأبيض المتوسط، ولعله أدهش روما نفسها أيضاً، بأن أعاد فليب، بعد أن عاقبه على فعلته، إلى عرشه المفلس الهزيل، وعرض على بلاد اليونان كلها أن يعيد إليها حريتها. واحتجت العصبة الاستعمارية من أعضاء مجلس الشيوخ ولكن الأحرار تغلبوا إلى وقت ما؛ وأعلن رسول من قبل فلامينوس في عام ١٦٩ إلى حشد كبير اجتمع في الألعاب التي كانت قائمة في البرزخ اليوناني أن بلاد اليونان ستحرر من سيطرة روما ومقدونية، وستعفى من أداء الجزية، وأن الحامية الرومانية نفسها ستسحب منها. ويقول أفلوطرخس إن الجمهور المحتشد هتف هتافاً عالياً بلغ من شدته أن ماتت الغربان التي كانت تطير فوق الملعب وهوت على الأرض (٢). ولما أظهر العالم المتشكك ريبته في نيات القائد الروماني، بدد شكوكه بسحب جيشه إلى إيطاليا، وكان هذا العمل صفحة ناصعة البياض في تأريخ الحروب.
ولكن الحرب تستتبع السلم على الدوام، فقد استاء الحلف الإبتولي من تحرير المدن اليونانية التي كانت خاضعة له، وطلب إلى أنتيوخوس الثالث Antiochus III أن يحرر بلاد اليونان من حريتها. واغتر أنتيوخوس