للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفصل العشرون

[الأدب والفكر في مرحلة انتقال]

١ - الصحافة THE PRESS

إن كانت فرنسا قد هيمنت على المسرح السياسي في هذه الحقبة، فقد كانت إنجلترا هي قائدة الأدب والحركة الفكرية. فإذا استثنينا شاتوبريان Chateaubriand فَمَن لفرنسا في هذه الفترة يمكن مقارنته بوردزورث Wordsworth وكولردج وبايرون وشيلي Shelley؟ ولم نُدرج كيتس Keats (١٧٩٥ - ١٨٢١) في هذه القائمة فأعماله الكبرى لا تدخل في مجال مقارناتنا الحالية، فقد كانت أزهى الورود في الشعر الإنجليزي طوال أربعة قرون بعد عصر إليزابيث الأولى.

فحتَّى الرسائل المتبادلة كان يمكن اعتبارها في ذلك العصر أدباً، فخطابات بايرون Byron وكولردج Coleridge تبدو أقرب إلى روحنا من أشعارهما. وفي تلك الأيام عندما جرت العادة أن يدفع المُرْسَل إليه ثمن طابع البريد، فإنّه كان يطلب لقاء ما دفعه ثروة أو أسلوباً (المقصود أنه كان يتوقع نظير دفعه لتكاليف البريد أن يكون الخطاب مشتملاً على أموال أو أن يكون على الأقل ذا أسلوب جميل) وكان معنى أن يتلقى خطابا من هذه الأرواح المتوهجة (المقصود الشعراء المشاهير) أنه حصل على جواز سفر يخلد ذكره بعد الوفاة.

ولم تكن الصحف على أية حال تمثل أدبا وفكرا. فعادة ما كانت الصحيفة صفحة كبيرة مطوية لتصبح أربع صفحات؛ الأولى والرابعة للإعلانات، والصفحة الثانية تتناول السياسة بما في ذلك ملخص للأعمال البرلمانية في اليوم السابق. وكان يصدر في لندن عدة صحف يومية: خاصة التايمز Times (الأزمنة) التي أسست في سنة ١٧٨٨ وكانت تبيع نحو خمسة آلاف نسخة، والكوريير Courier (الوقائع) التي تبيع عشرة آلاف نسخة، وصحيفة مورننج بوست Morning Post وهي صحيفة حزب الأحرار Whigs (حزب الهويجز الذي عُرِف فيما بعد بحزب الأحرار) والمراقب Examiner صوت الليبراليين من أمثال لاي هنت Leigh Hunt. وكان لكل مركز من المراكز التي لها ممثلون في البرلمان ولكل كونتية (إقليم أو