العشرين بالقول بأن اضطرابات "النفس الحساسة" قد تحدث عللاً بدنية (٦٦).
وظلت المفاهيم الحيوية، بشكل أو بآخر، تحتل مكان الصدارة في العلم حتى النصف الثاني من القرن التاسع عشر. ثم استسلمت فترة أمام المكانة الصاعدة للفيزياء الميكانيكية، ثم بعثت من جديد، في ثوب أدبي فتان، في كتاب برجسون "التطور الخلاق"(١٩٠٦). وسيمضي الجدل إلى ما شاء الله حتى يقيض للجزء أن يفهم الكل.
[١٠ - الطب]
جاء أقوى دافع لعلوم الأحياء من حاجات الطب. لقد كان علم النبات، قبل راي، أداة الصيدلة. وكانت الصحة "الخير الأعظم"، وتوسل الرجال والنساء والأطفال إليها بالصلوات، والنجوم، والملوك، والضفادع، والعلم. يقول أوبري (٦٧) أن أحد الأطباء كان قبل أن يصف الدواء للمريض يمضي إلى مخدعه ليصلي حتى "تقرنت ركبتاه" في النهاية من كثرة الصلوات وكان التنجيم لا يزال يتدخل في الطب. فقد نصح الجراح القائم على علاج لويس الرابع عشر بألا يحجم الملك إلا في ربعي القمر الأول والأخير "حتى تكون الأمزجة قد تراجعت في هذا الوقت إلى مركز الجسم"(٦٨). وفي رأي ديفو أن المال الذي أنفق على المشعوذين كان كفيلاً بالوفاء بالدين القومي (٦٩). وقد سافر فلامستيد، فلكي الملك، أميالاً لكي يربت ظهره المشعوذ المشهور فالنتين جريتراكس، الذي زعم بكل بساطة أنه يشفى من الداء الخنازيري، وربما كان فلامستيد واحداً من ١٠٠. ٠٠٠ لمسهم تشارلز الثاني ليشفيهم من هذا الداء الخنازيري ( scorfula) المسمى "داء الملك King's evil" ( وهو سل الغدد اللنفاوية وبخاصة في العنق). وفي سنة واحدة (١٦٨٢) لمس هذا الحاكم اللطيف ٨. ٥٠٠ مريض مصاب بهذا المرض، وفي ١٦٨٤ بلغ التزاحم للوصول إليه حداً ديس معه ستة من المرضى تحت الأقدام حتى ماتوا. ورفض