للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[خاتمة المطاف]

إلى موسكو من: ١٨١١ إلى ١٨١٢

١ - الحصار القارِّي

THE CONTINENTAL BLOCKADE

كان السبب المباشر للحرب الفرنسية الروسية سنة ١٨١٢ هو رفض روسيا الاستمرار في الحصار القاري الذي نصَّ عليه مرسوم برلين الذي أصدره نابليون في ٢١ نوفمبر ١٨٠٦. وكان هذا المرسوم ينطوي على خطة نابليون بإغلاق كلِّ موانئ وسواحل القارة الأوروبية في وجه البضائع البريطانية، وكانت هذه الخطة تهدف إلى إجبار بريطانيا العظمى على إنهاء حصارها - الذي كانت قد أعلنته في ١٦ مايو ١٨٠٦ - على كل الموانئ الخاضعة لفرنسا من بريست Brest إلى إلبا the Elbe، ولإنهاء التدخل البريطاني في حركة التجارة الفرنسية البحرية ولاستعادة المستعمرات الفرنسية التي استولت عليها بريطانيا العظمى، ولإنهاء التمويل البريطاني لدول القارة الأوروبية التي تشن حرباً على فرنسا.

كيف كانت آلية الحصار القاري؟ بحلول عام ١٨١٠ أدى هذا الحصار النابليوني المضاد إلى تعرض إنجلترا لهبوط اقتصادي قاس. وفي العامين الأولين (١٨٠٦ - ١٨٠٨) بعد إصدار نابليون مرسوم برلين السابق ذكره انخفضت الصادرات البريطانية من ٤٠،٨٠٠،٠٠٠ جنيه إسترليني إلى ٣٥،٢٠٠،٠٠٠ جنيه إسترليني، وانخفضت وارداتها من القطن بنسبة ٩٥%. وكإحدى نتائج الحصار ارتفع سعر القمح (الحبوب بشكل عام) من ٦٦ شلناً إلى ٩٤ شلناً لكل ربع quarter (كوارتر: وحدة وزن تساوي ٢٨ باونداً) (ربع الهندريدويت hundredweight الذي يساوي ١١٢ باوند)، وفي غضون ما لا يزيد إلا قليلا عن عام (١٨٠٧ - ١٨٠٨). وفي هذه الأثناء أدى تدهور التجارة الخارجية إلى هبوط الأجور وانتشار البطالة وقيام الإضرابات المدمرة.

لقد كانت بريطانيا تحتاج إلى الحديد السويدي لمصانعها وللأخشاب الروسية لسفنها، لكن الحرب مع السويد وتحالف روسيا مع فرنسا (١٨٠٧) أديا إلى منعه هذين الموردين عنها. وناضلت بريطانيا لمواجهة هذا التقهقر بحماية من تبقّى لها من متنفسات لتجارتها،