والأوراتوريوات، نحو ست وستين أوبرا كانت تلقى استحساناً أكثر بكثير ما ظفرت به أوبرات موتسارت، وهي حتى في وقتنا هذا يجب أن تعد في مرتبة تالية لأوبرات موتسارت فقط في أوبرا القرن الثامن عشر الهازلة.
وإذا كانت الملوديا هي لب الموسيقى، فالموسيقى الإيطالية إذن أسمى الموسيقات. كان الألمان يفضلون التناغم متعدد الأصوات (الهارمونيا البوليفونيه) على الخط الميلودي البسيط. وفي هذه الناحية ظفرت إيطاليا بنصر آخر على ألمانيا حين أخضع الأماني موتسارت البوليفونيه للميلودية. ولكن الإيطايين غلبوا الميلوديا تغليبا جعل أوبراتهم أقرب إلى أن تكون سلسلة من الأغاني الرخيمة أكثر منها درامات موسيقية كالتي قصد إليها أوائل مؤلفي الأوبرا الإيطاليين (حوالي ١٦٠٠) في محاولتهم منافسة فن الإغريق الدرامي. وهكذا نرى دلالة الحركة الإيطالية، بل دلالة الكلمات في حالات كثيرة، تضيع وسط بهاء الأغنية وروعتها وكان هذا جميلاً، ولكن إذا كان الفن كما اعتدنا أن نراه هو استبدال النظام بالفوضى للكشف عن المغزى أو الدلالة، فإن الأوبرا في الأيدي الإيطالية قصرت دون بلوغ أسمى إمكاناتها، وقد اعترف بهذا بعض الإيطاليين مثل جوميللي وتراييتا، وجهدوا لصب الموسيقى والتمثيلية في كل موحد، ولكن ذلك الإنجاز كان عليه ينتظر أوبرات جلوك ليحقق أنصع صوره. وهكذا توقف في بندول الحياة الغزو الإيطالي لأوربا بالميلوديا، حين أخرج جلوك عام ١٧٧٤ في باريس "أفحبيني في أولدي" التي أخضعت الموسيقى للتمثيلية. ولكن الصراع بين الميلوديا والدراما أتصل، وكسب فاجنز معركة للدراما، واستولى فردي على غنائم جديدة للميلوديا. وليت النصر الكامل لا يتحقق لأي من الفريقين.
[٨ - الفييري]
لم ينجب هذا العصر رجلاً على شاكلة دانتي، ولكن كان هناك باريني في الشعر وفيلانجييري في النثر، والفييري في الدراما والنثر والشعر.
ولقد شق جوزيبي باريني طريقه صعداً من الفقر، وكسب قوته بنسخ