(حلاق إشبيلية)، وقد كتب لها من النجاح الخالد في أوربا كلها ما جعل الجمهور يلعن أوبرا عرضها نفس الموضوع بروما (٥ فبراير ١٨١٦) الموسيقي روسيني لأنها تطفل غير كريم على أرض حرام لبايزيللو الذي كان لا يزال على قيد الحياة. وتوقف بايزيللو بفيينا في طريق عودته من روسيا عام ١٧٨٤ فترة أتاحت له تأليف اثنتي عشرة "سمفونية" ليوزف الثاني، وأخرج أوبرا Il ne Teodoro " تيودور الملك" سرعان ما ظفرت بقبول عم كل أوربا. ثم عاد إلى نابلي رئيساً لفرقة المرتلين لفرديناند الرابع. وأقنع نابليون فرديناند بأن "يعيره" بازيللو، فلما وصل المؤلف إلى باريس (١٨٠٢) أستقبل استقبالاً بلغ من الفخامة والبهاء ما أثار عداء الكثيرين. وفي ١٨٠٤ قفل إلى نابلي تحت حماية جوزيف بونابرت ومورا.
ويجب أن نلاحظ في مرورنا مبلغ الصبر والأناة التي كان هؤلاء الإيطاليون يعدون بهما مستقبلهم المهني. فبايزيللو درس تسع سنين في معهد دورانتي الموسيقي "دي سان أو نوفريو"، وتشيماروزا درس إحدى عشرة سنة في معهد سانتا ماريا دي لورينو، ثم في نابلي. وبعد أن تتلمذ دومنيكو تشيماروزا طويلاً على يد ساكيني وبتثيني وغيرهما، أخرج أول أوبرا له Rtravaganze Del Cont " إسراف الكونت" وسرعان ما استمع الناس لأوبراته في فيينا ودرسدن ولندن. وفي ١٧٨٧ ذهب بدوره إلى سان بطرسبورج حيث أبهج قلب القيصرة المزواج بأوبرا كليوباترة. وحين دعاه ليوبولد الثاني ليخلف سالييري رئيساً للمرتلين بفيينا، أخرج هناك أشهر أوبراته وهي "الزواج السري"(١٧٩٢). وقد بلغ سرور الإمبراطور بها حداً جعله يأمر بعد انتهائها بتقديم العشاء لجميع الحاضرين، ثم أمر بإعادة الأوبرا كلها (٨٧). وفي ١٧٩٣ دعي ثانية إلى نابلي "رئيساً للمرتلين" لفرديناند الرابع. فلما خلع جيش من جيوش الثورة الفرنسية الملك (١٧٩٩) رحب تشيماروزا بالحدث ترحيباً حاسماً، فلما رد فرديناند إلى عرشه حكم على تشيماروزا بالإعدام. ثم خفف الحكم إلى النفي. ويمم المؤلف شطر سانت بطرسبورج، ولكنه مات في الطريق بالبندقية (١٨٠١). واحتوت مخلفاته التي تركها بالإضافة إلى العديد من الكنتاتات، والقداسات،