القداس استقبالا وقورا، أما السيمفونية التاسعة فأثارت إعجابا حماسيا. وكان بيتهوفن يقف على المسرح وظهره للجمهور، ولم يكن يستطيع سماع التصفيق، فكان عليه أن يدير وجهه للجمهور ليراه (التصفيق) رأي العين.
٧ - انتهت الملهاة (كوميديا فينيتا): ١٨٢٤ - ١٨٢٧ م
COMOEDIA FINITA
لقد تشاجر بيتهوفن مع شيندلر Schindler وأصدقاء آخرين بسبب المبلغ القليل (٤٢٠ فلورين) الذي تلقاه من عوائد الحفل الموسيقي البالغ ٢،٢٠٠ فلورين. لقد اتهمهم ببخس حقه، فتركوه وحيدا، ولم يكن يتردد عليه إلا ابن أخيه في المناسبات، وقد كانت محاولة ابن الأخ هذا الانتحار في سنة ١٨٢٦ مما ضاعف أحزان بيتهوفن فطفح به كيل الحزن، وفي هذه الأعوام كتب بيتهوفن آخر خمسة كارتيتات quartets من كارتيتاته البالغة ستة عشر كارتيتاً (الكارتيت قطعة موسيقية تعزفها أربع آلات) وبدأ تأليفه لهذه الكارتيتات في سنة ١٨٢٣ عندما عرض الأمير نيكولاي جوليتسين Nikolai Golitsyn أن يدفع أي مبلغ مقابل كارتيت واحد أو كارتيتين أو ثلاثة تهدى إليه، ووافق بيتهوفن أن يأخذ لقاء كل كارتيت خمسين دوكات (الكارتيت لحن موسيقي تعزفه أربع آلات). وهذه الكارتيتات الثلاثة تحمل الأرقام التالية (opp. ١٢٧، ١٣٠ & ١٣٢) أما العملان اللذان يحملان أرقام (Opp. ١٣١ & ١٣٥) فهما الكارتيتان النهائيان اللذان اتسمت موسيقاهما بالغموض الباطني والغرابة مما ضمن لهما الشهرة.
وتم عزف الكارتيت رقم ١٣٠ بشكل خاص في سنة ١٨٢٦ فجاهر المستمعون باستحسانهم إياه وبهجتهم به إلا أن العازفين وجدوا الحركة الرابعة فيه صعبة الأداء، فأعاد بيتهوفن كتابة هذه الحركة الأخيرة بشكل أبسط. وهذه الحركة التي كان قد تم رفضها يتم عزفها الآن في المجموعة اللحنية Grosse Fugue، "Opus ١٣٣" إذ فسرها أحد دارسي بيتهوفن بأنها تعبر عن فلسفته النهائية: الحياة والحقيقة تكونان نقيضين لا ينفصلان - الخير والشر، والفرح والتعاسة، والصحة والمرض، المولد والوفاة، ولابد أن تتكيف الحكمة مع هذا، فهذا هو جوهر الحياة الذي لا مناص منه.
وأعظم هذه الكارتيتات في نظر بيتهوفن، هي رقم ١٣١ (in C Sharp Minor) وقد انتهى من تأليفها في ٧ أغسطس