١٨٢٦، وقد حظي هذا الكارتيت بثناء المستحقين والنقاد أكثر مما حظيت به الكارتيتات الأخرى. لقد قيل أن في هذا الكارتيت نظرة باطنية (صوفية) معروضة بشكل تام وقال السامعون لها مؤخراً أنها تبدو كعويل غامض، وأنين مرير لحيوان أصيب بجرح مميت. وآخر الكارتيت الخامس (Opus ١٣٥) يطرح سؤالاً في حركته الأخيرة: أكان هذا ضرورياً؟ (Muss es Sein?) وكانت الإجابة: نعم Es muss Sein.
وفي ٢ ديسمبر سنة ١٨٢٦ أصيب بيتهوفن بسعال حاد فاستدعى طبيباً، فرفض طبيبان من أطبائه الذين سبق أن عالجوه - الحضور إليه وأتى إليه الطبيب الثالث فافروخ Wawruch وشخَّص حالته بأنه مصاب بداء الرّئة (نويمونيا Pneumonia) وعكف بيتهوفن في سريره وأتى أخوه جوهان Johann لرعايته، وغادر ابن أخيه كارل بناءً على استدعاء الجيش له، فباركه بيتهوفن (دعا له أن تصحبة السلامة)، وفي ١١ يناير انضم الدكتور (الطبيب) مالفاتي Malfatti إلى الطبيب فافروخ لعلاج بيتهوفن، فوصف تناول المريض شراب البنش المجمّد (البنش punch شراب مسكر به كحول وليمون وأعشاب أخرى) لمساعدته على النوم، فحسّن بيتهوفن من مذاقه بإضافة الكحول المقطر لقد أساء استخدام الوصفة الطبية فتفاقم الاستسقاء Dropsy واليرقان Jaundice، ولم يستطع التبول فتراكم البول في جسمه، وثم سحب البول من جسمه مرتين فقارن نفسه بنبع ماء حار.
ورغم مرضه فقد قرر ألا ينفق من أسهمه البنكية (التي بلغت قيمتها الإجمالية عشرة آلاف فلورين) لأنه ادخرها لابن أخيه كارل، والآن فقد كان مضطراً لكثرة النفقات فكتب إلى السير جورج سمارت Smart في لندن في ٦ مارس ١٨٢٧:
ماذا سيحدث لي؟ هل سأعيش حتى أستعيد قوتي وأستطيع أن أكسب عيشي مرة أخرى عن طريق قلمي؟ .. أتوسل إليك أن تستخدم كل نفوذك لحث جمعية عشاق الموسيقى لتنفيذ قرارها الذي اتخذته في وقت سابق بإقامة حفل موسيقي لصالحي. ولا تساعدني صحتي على أن أقول المزيد.
وأرسلت له الجمعية مائة جنيه مقدمة لعوائد الحفل الموسيقي المقترح.
وفي ١٦ مارس اتفق الأطباء على أن بيتهوفن لم يبق بينه وبين الموت وقت طويل، فطلبوا