للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفصل الثاني والعشرون

[الطرق إلى فايمار]

١٧٣٣ - ١٧٨٧

[١ - أثينة ألمانيا]

ترى لم أختار أسمى عصور الأدب الألماني فايمار دون غيرها وطناً له؟ إن ألمانيا لم يكن لها عاصمة واحدة ترتكز فيها ثقافتها كما كانت الحال في فرنسا وإنجلترة، ولم تكن تملك ثروة مركزة لتمويل هذه الثقافة. وكانت حرب السنين السبع قد أضعفت برلين ولييبزج، أما درسدن فكادت تدمرها تدميراً؛ وأما همبورج فقد بذلت مالها أولها للأوبرا؛ ثم للمسرح. وفي ١٧٧٤ كانت فايمار، عاصمة دوقية ساكسي-فايمار-آيزيناخ، بلدة هادئة يسكنها نحو ٦. ٢٠٠ نسمة، وحتى بعد أن ذاع صيتها أشار إليها جوته بـ "هذه العاصمة الصغيرة التي تضم-كما يقول الناس على سبيل المزاح عشرة آلاف شاعر وبعض السكان" (١) فهل مجدها يا ترى بناه أفراد عظام؟.

لقد حكمت فايمار من ١٧٥٨ إلى ١٧٧٥ ابنة أخت فردريك الأكبر، وهي المرأة المرحة، الدوقة الأرملة آنا أماليه، التي ترملت وهي في الثامنة عشرة بموت زوجها الدوق قسطنطين، وأصبحت وصية على ولدهما كارل أوجست الذي لم يتجاوز العام الواحد. وإليها يرجع الفضل في فتح باب بين الحكومة والأدب بدعوتها فيلاند للحضور والقيام على تهذيب أبنائها (١٧٧٢). وكانت واحدة من نساء عديدات مثقفات حفزن الشعراء والمسرحيين