وسط المسرحية المتشابكة، مسرحية الإصلاح الديني في إسكتلندة مع السياسة في عصر إليزابث، جرت مأساة ماري ستيوارت، بكل ما فيها من سحر الجمال والحب المشبوب والصراع الديني والسياسي، والقتل والثورة والموت البطولي، وكاد أسلافها، أن يؤكدوا لها خاتمة عنيفة. وكانت ابنة ستيوارت الخامس ملك إسكتلندة وماري أميرة جيز واللورين وفرنسا. وحفيدة مرجريت تيودور ابنة هنري السابع ملك إنجلترا، ومن ثم كانت بنت أخت ومن باب التساهل- بنت عمة، "ماري اللعينة" وإليزابث، وكانت بإجماع الآراء الوريثة الشرعية للتاج الإنجليزي، إذا توفيت إليزابث دون عقب، وفي رأي هؤلاء الذين اعتبروا إليزابث ابنة زنى، ومن ثم غير مؤهلة للملك- مثل الكاثوليك (وهنري الثامن في وقت ما)، أنه كان لا بد أن ترتقي عرش إنجلترا ١٥٥٨، ماري ستيوارت لا إليزابث. ولتصبح المأساة يقيناً، أباحت ماري، عندما أصبحت ملكة فرنسا (١٥٥٩) - نقول أباحت لأتباعها ولوثوق الدولة أن يلقبوها ملكة إنجلترا. فثمة ادعاء فارغ ساد منذ أمد طويل بأن يكون ملوك فرنسا ملوكاً على إنجلترا أيضاً، كما يكون ملوك إنجلترا بدورهم ملوكاً على فرنسا، ولكن الادعاء في هذه الحالة قارب حقاً معترفاً به بصفة عامة. وما كان لإليزابث أن تطمئن على تاجها طالما بقيت ماري على قيد الحياة. وما كان ينقذ إلا النيات الطيبة أو النظرة الصائبة للأمور، ولكن الملوك قل أن يطأطئوا رءوسهم إلى هذا الحد.