فوق هذه الرؤوس وعقص شعورها. وكانت الملكة تشك في إمكان أن تصل إلى باريس وهي على قيد الحياة، لكنها في هذه الليلة نامت وكذلك أفراد الأسرة المالكة على أسرة أعدت على عجل في قصر التوليري Tuileries حيث سبق للملوك الفرنسيين أن ناموا قبل أن يجعل عصيان المقاليع (الفروند Fronde) من باريس مكانا كريهاً بالنسبة للويس الرابع عشر. Louis XIV. وبعد ذلك بأيام قلائل تبعتهم الجمعية الوطنية حيث أقاموا في مسرح القصر نفسه.
ومرة أخرى فرض الباريسيون رأيهم بليّ ذراع الملك والآن انصاع الملك لرعاياه وقبل إعلان حقوق الإنسان كأمر واقع. وهكذا بدأت الهجرة الثالثة (هجر فرنسا).
٦ - الدستور الثوري: عام ١٧٩٠ م
THE REVOLUTIONARY CONSTITUTION
وشرعت الجمعية الوطنية في كتابة الدستور الذي يحدد ويقنن منجزات الثورة، وكانت في عملها هذا متحررة من الضغوط الملكية، لكنها كانت واعية بشكل قلق للمدينة (باريس) التي تراقب أفعالها.
بادئ ذي بدء: أيجب الإبقاء على الملكية؟ لقد أبقت الجمعية عليها وسمحت أن تكون وراثية، لأنها أي الجمعية خشيت من انتقال الولاء ومشاعر الانتماء من العرش للأمة، فالهالة المحيطة بالملكية كانت أمراً ضروريا للانضباط الاجتماعي، ويمكن أن يكون حق انتقال الملك ضمانا يمنع نشوب حروب الوراثة ومثل هذه المشروعات المتعلقة بضبط وراثة العرش كانت بالفعل تختمر في ذلك الوقت في القصر الملكي. لكن سلطات الملك لا بد من تحديدها بصرامة، فستقدم له الجمعية الوطنية في كل سنة قائمة "بالمخصصات الملكية" لإنفاقه، وسيحتاج أي إنفاق يزيد عن هذه "المخصصات" إلى إصدار تشريع جديد.
وإذا غادر الملك المملكة الفرنسية بلا إذن الجمعية الوطنية أمكن عزله عن العرش. ومن حق الملك أن يختار وزراءه وعزلهم لكن على كل وزير أن يقدم تقريرا شهريا عن تصرفاته المالية في نطاق الميزانية المنوطة به ويمكن استجوابه في أي وقت أمام المحكمة العليا. والملك هو الرئيس الأعلى للجيش والبحرية لكنه لا يستطيع إعلان الحرب أو توقيع معاهدة بلا