للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفصل السابع

[روجر بيكن]

حوالي عام ١٢١٤ - ١٢٩٢

ولد أشهر علماء العصور الوسطى في سمرست حوالي عام ١٢١٤، ونحن على يقين من أنه عاش حتى عام ١٢٩٢، وأنه قال عن نفسه في عام ١٢٦٧ إنه شيخ كبير (٩٦). ودرس في أكسفورد على جروستستي وكسب من هذا العالم المحيط بشتى الفنون افتتاناً بالعلم. وكانت الروح الإنجليزية، روح النفعية والاعتماد على الاختبار، قد أخذت تتشكل. وسافر بيكن إلى باريس حوالي عام ١٢٤٠، ولكنه لم يجد فيها الحافز القوي الذي بعثته فيه أكسفورد؛ وأدهشه كثيراً أن لم يجد إلاّ قلة ضئيلة من أساتذة جامعة باريس تعرف لغة من لغات العلم خلاف اللغة اللاتينية، وأنهم لا يولون العلم إلاّ قدراً ضئيلاً من وقتهم، وأنهم ينفقون الكثير منه في الجدل المنطقي والميتافيزيقي وهو الذي كان يبدو لبيكن عديم النفع في الحياة إلى حد الإجرام. ودرس الطب وشرع يكتب رسالة في تخفيف متاعب الشيخوخة. وسعى للحصول على ما يلزمه من المعلومات لهذه الرسالة بالسفر إلى إيطاليا؛ ودرس اللغة اليونانية في بلاد اليونان الكبرى (١)، وفيها عرف بعض المؤلفات الطبية الإسلامية، ثم عاد إلى أكسفورد في عام ١٢٥١، وانضم إلى هيئة التدريس في تلك الجامعة؛ وكتب في عام ١٢٦٧ يقول إنه أنفق في العشرين السنة السابقة على ذلك العام ألفي جنيه في شراء "الكتب السرية والآلات" وفي تعليم الشبان اللغات والعلوم الرياضة (٩٧). واستأجر اليهود ليعلموه هو وطلابه اللغة العبرية وليعاونوه على قراءة العهد القديم بلغته الأصلية.


(١) كان اليونان في الزمن القديم يطلقون هذا الاسم على جنوبي إيطاليا. (المترجم)