للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مركبة فخمة تجرها ستة خيول بيض. لقد كان هذا الموكب أول نموذج للعروض التي كان نابليون يأمل عن طريقها في التأثير في جماهير باريس. وقد شرح ذلك لسكرتيره:

بوريين سنبيت أخيراً هذه الليلة في قصر التوليري. إنك في حال أفضل مني: "فأنت لست مضطرا لإظهار نفسك، لكنك قد تأخذ طريقك إلى هناك. وعلى أية حال فلابد أن أذهب إلى التوليري في موكب، وهذا يُزعجني لكنه ضروري للحديث إلى عيون الناس … في الجيش تتجلى البساطة لكن في مدينة كبيرة وفي القصر لابد أن يجذب رئيس الحكومة الانتباه بكل طريقة ممكنة مع الحذر".

واكتملت طقوس النصر بملاحظة مزعجة: على أحد مراكز الحراسة في ساحة قصر التوليري Roederer قرأ نابليون: "العاشر من أغسطس ١٧٩٢ - تم إلغاء الملكية في فرنسا ولن تعود مرة أخرى أبدا" وأثناء تجواله في غرف القصر التي سبق أن شهدت يوما ما ثراء البوربون، أبدى مستشار مجلس الدولية - روديريه - الملاحظة التالية: "أيها الجنرال هذا محزن" فأجاب نابليون: "نعم، محزن مثل العظمة" واختار نابليون غرفة واسعة لا يزينها سوى الكتب ليعمل بها مع سكرتيره بوريين Bourrienne وعندما أطلعه مساعدوه على السرير الملكي وغرفة النوم الملكية رفض استخدامها مفضلاً النوم بشكل معتاد مع جوزيفين إلا أنه على أية حال قال لزوجته بطريقة لا تخلو من فخر تعالي يا صغيرتي كرول Creole ونامي في سرير سادتك.

[٢ - معارك الحكومة القنصلية]

لقد أسس نابليون نظاماً داخليا وهيأ ظروفا تؤدي إلى ازدهار اقتصادي لكن بقي أن فرنسا كانت محاطة بالأعداء بسبب الحروب التي بدأتها (أي فرنسا) في ٢٠ أبريل سنة ١٧٩٢. لقد كان الشعب الفرنسي يتطلع للسلام لكنه كان يرفض التخلي عن المناطق التي سبق أن ألحقتها الثورة بفرنسا: أفنيون وبلجيكا والشاطئ الشمالي للراين وبازل Basel، وجنيف وسافوي Savoy ونيس Nice . وكانت كل هذه المناطق تقريباً داخلة فيما أطلقت فرنسا عليه اسم حدودها الطبيعية وقد تعهد نابليون في قَسَمِه عند