تولي السلطة بحماية هذه الحدود - الراين والألب والبيرينيز Pyrenees والحدود البحرية - باعتبارها مناطق كانت تابعة لبلاد غال Gaul القديمة وبالتالي فهي فرنسية. وأكثر من هذا فقد كانت فرنسا قد استولت على هولندا وإيطاليا ومالطة ومصر. أكانت فرنسا راغبة في التنازل عن هذه البلاد التي فتحتها مقابل السلام أم أنها سرعان ما سترفض أي زعيم يتفاوض للتخلي عن هذه المكاسب المربحة؟ إن شخصية فرنسا قد التحمت مع شخصية نابليون في سياسة فخورة ملؤها الوطنية والرغبة في الحرب.
وقد تلقى نابليون في ٢٠ فبراير سنة ١٨٠٠ خطابا يضم اقتراحا هو بمثابة مَخْرج من هذا القدر المحتوم. إنه خطاب من لويس الثامن عشر الذي يعترف به - تقريباً - كل الذين تركوا فرنسا مهاجرين بسبب أحداث الثورة، وكل أنصار النظام الملكي. يقول فيه:
سيدي
إن الرجال من أمثالك، مهما كان مسلكهم الظاهر لابد أنهم لا يرومون الأذى. لقد حققت مكانة عظيمة، وإنني أشكرك لهذا. إنك تعلم أكثر من أي شخص آخر مدى القوة والسلطة المطلوبتين لضمان السعادة لأمة عظيمة. أنقذ فرنسا من العنف فإن فعلت حققت أهم ما يصبو إليه قلبي. أعد لفرنسا ملكها، وستحيي الأجيال القادمة ذكراك وتباركها. وستكون دائما ضرورياً جداً للدولة فبشغلك للمناصب المهمة سأكون قادراً على رد أفضالك على أسرتي وعليَّ شخصيا.
لويس LOUIS
وترك نابليون هذا الطلب بلا إجابة. فكيف يستطيع أن يعيد إلى العرش رجلاً وعد رجاله المخلصين أن يعيد الحال في فرنسا إلى ما كان عليه قبل الثورة بمجرد عودته للعرش؟ وماذا يمكن أن يحدث للفلاحين المحررين الذين أصبح لهم حق الاقتراع؟ وماذا سيحدث لمن اشتروا ممتلكات الكنيسة؟ بل وماذا سيحدث لنابليون؟ فالملكيون الذين كانوا يتآمرون عليه يوميا، كانوا يعلنون ما يجب أن يفعلوه مع هذا الدَّعِيْ (نابليون) الذي تجرأ على تسنم منصب الملك دون أن يكون له مسوّغ أو أصل نبيل.
وفي يوم عيد الميلاد Christmas Day (الكريسماس) في سنة ١٧٩٩ (وهو اليوم التالي لاعتماد نتيجة